في تقرير تحت عنوان “التحالف العسكري بين المغرب والكيان الصهيوني يتعزّز رغم الحرب في غزّة”، قالت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية إنّ الكيان بدأ بجني ثمار التطبيع في أوج الحرب الدائرة في قطاع غزة.
فقد أبرمت شركة الصناعات الجوية الصهيونية (إي أ إي)، وهي أكبر مجموعة أسلحة في الكيان الغاصب، للتو اتفاقًا لتسليم قمرين صناعيين للتجسس من نوع “أوفيك 13 “ إلى المغرب في غضون خمس سنوات. وتعد هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها مليار دولار، أكبر عقد بين المملكة والكيان منذ اتفاقات التطبيع نهاية عام 2020، وستسمح بأن تحلّ الأقمار الصناعية الصهيونية محل تلك التي تنتجها شركة “إيرباص” حالياً.
ورغم أنّ الجانب الصهيوني يتستّر على الصفقة ولم يعلنها رسميا، في محاولة، بلا شك، لتجنب احتجاجات جزء من الرأي العام المغربي الغاضب جدا من الكيان بسبب إبادته في غرة، فإن كثيرا من المصادر كشفت عن أن رئيس شركة الصناعات الجوية الصهيونية سافر سرا في الأيام الأخيرة إلى المغرب وأبرم صفقة عسكرية بقيمة مليار دولار.
المورّد الثالث للمعدّات العسكرية
ومضت صحيفة “ليزيكو” قائلة إن هذا الاتفاق لا ينزل من السماء، فهو جزء من عملية التقارب بين البلدين. فوفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أصبح الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة المورّد الثالث للمعدات العسكرية للمغرب بحصة تبلغ 11 % في هذا السوق.
وفي عام 2022، قامت شركة الصناعات الجوية الصهيونية بتزويد العديد من أنظمة الدفاع الجوي من نوع “باراك” بمبلغ 540 مليون دولار. وقد تم بالفعل تسليم الغالبية العظمى من المعدات إلى الجيش المغربي. وبحسب ما ورد، باع الكيان الغاصب أيضًا طائرات بدون طيار من نوع “هيرون”.
وتابعت “ليزيكو” القول إن “شهر العسل هذا بين البلدين تُرجم أيضا في الشهر الماضي، من خلال السماح لمركبة إنزال للجيش الصهيوني بالتوقف في طنجة لتخزين الوقود والغذاء. وعلى العكس من ذلك، منعت إسبانيا، التي تنتقد بشدة الحرب الدائرة في قطاع غزة، قبل بضعة أيام سفينة ترفع العلم الدانمركي وتحمل 27 طنا من المتفجرات متجهة إلى فلسطين المحتلة من التوقف في أحد موانئها”.
المظاهرات للتّنفيس عن الغضب فقط
وأدى التوقف في طنجة إلى تنظيم مظاهرات لآلاف المغاربة دعما لغزة، كما جرت العادة في شوارع المدن المغربية الكبرى منذ 7 أكتوبر.
لكن حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي (سيرمام)، يرى أن هذه المظاهرات بعيدة كل البعد عن تحقيق هدفها ويقول: “لقد تم الترخيص لها لأنها تشكل صماما للسماح للسكان بالتعبير دون إعاقة الحُكم المغربي..فالأخير جعل من مسألة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني مسألة وجودية من خلال ربطها بأمن المملكة”، كما تنقل الصحيفة عن حسني عبيدي.
أموال الشّعب المغربي في جيب الكيان
ما أوردته صحيفة “ليزيكو” أكّدته وسائل إعلام مغربية وصهيونية كشفت الأسبوع الماضي أنّ الرباط تعتزم اقتناء قمر تجسّس من شركة “صناعات الطيران والفضاء الصهيونية” في إطار صفقة بلغت قيمتها مليار دولار.
وذكرت الوسائل الإعلامية نقلاً عن شركة “صناعات الطيران والفضاء الصهيونية “ قولها الثلاثاء الماضي، بأنها أبرمت عقداً بقيمة مليار دولار لتوريد أحد أنظمتها إلى طرف ثالث لم تحدده.
وأوضحت الشركة الصهيونية، التي تُصنع أنظمة دفاع صاروخي وطائرات مسيرة، في إفصاح لجهات تنظيمية بالكيان الصهيوني، أن الصفقة من المقرر تنفيذها على مدى 5 سنوات.
وبحسب المصادر التي أوردت الخبر، نقل الموقعان الإخباريان المغربيان “لو ديسك”، و«لو 360 ريبورتد” عن مصادر صهيونية في الرباط قولها إن “العقد ينص على أن توفر الشركة قمر التجسس أوفيك-13، الذي سيحل محل قمرين صناعيين من إنتاج إيرباص وتاليس”، وفق ما ذكر الموقعان.
بدورها، نقلت وسائل إعلام للكيان الغاصب الكلام نفسه، وذكر موقع “كلكاليست” الصهيوني المتخصص في أخبار التكنولوجيا، أن “المغرب سيشتري قمراً صناعياً لأغراض استخبارية من صناعة الطيران بنحو مليار دولار”.
ووفقاً للتقارير، يرجع تاريخ عقد الاتفاق لشراء قمر التجسس الصهيوني بين الكيان والمغرب إلى نهاية العام 2023.
وأشار موقع “كالكاليست” إلى أنّه “في الأيام القليلة الماضية توجه رئيس شركة صناعات الطيران والفضاء الصهيونية، إلى المغرب عبر دولة أوروبية من أجل التوقيع على الصفقة، التي بقيت سرية حتى الآن”.
يذكر أنّ الاحتلال الصهيوني والمغرب أقرا في 2021 “اتفاقية دفاع تغطي الاستخبارات والتعاون في الصناعات والمشتريات العسكرية”.
ويعد المغرب من بين الدول التي طبّعت علاقاتها مع الاحتلال الصهيوني في السنوات الأخيرة، بعد سنوات طويلة أدار فيها البلدان علاقاتهما سراً.
هذا وقد شنّ المغاربة حملة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي للتنديد بهذه الصفقة العسكرية مع الكيان الصهيوني، فكتب البعض بأن “مليار دولار الأفضــل نشيـّد بها سكنات للمواطنين الذين دمّر الزلزال مساكنهم، وما زالوا في العراء لحد الساعة”، وكتب آخرون “مليار دولار طبعا تدخل في صناديق الكيان الصهيوني..دعما وتشجيعا على الإبادة الجماعية التي يمارسها في حقّ الفلسطينيين.