واصلت قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في مختلف مناطق القطاع، إذ قصف مخيمات النازحين في خان يونس بـ5 صواريخ، ما أسفر عن إصابة واستشهاد العشرات.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، أن وزارة الصحة وثقت استشهاد 71 فلسطينيا وإصابة 289،في “مجزرة كبيرة” ارتكبها الجيش الصهيوني في منقطة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، والتي صنفها ضمن “المناطق الآمنة”.
وقال المكتب الحكومي في بيان “جيش الاحتلال يرتكب مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين في منطقة النُّص بخان يونس، خلفت أكثر من 100 شهيد و300 جريح، بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني، في حصيلة أولية”.
وتابع: “الطواقم الحكومية والإغاثية مازالت تنتشل عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من مكان القصف والاستهداف”.وأشار إلى عدم وجود “مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة”.كما أضاف أن “هذه المجزرة تأتي بعد ارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوى، وفي أحياء مدينة غزة ومخيمات الوسطى، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيدٍ ما يرفع أعداد الشهداء بشكل متلاحق ومتسارع”.
وأدان المكتب بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال الصهيوني لهذه المجزرة الكبيرة والمجازر المستمرة بحق المدنيين، واصطفاف الإدارة الأميركية مع الاحتلال. وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين. كما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة، وكل دول العالم الحر، بالضغط على الاحتلال والإدارة الأميركية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.
الاحتلال يدّعي استهداف محمد الضيف
في السياق، زعمت وسائل إعلام صهيونية، أمس السبت، إن الهجوم في المواصي استهدف محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وذكرت صحيفة للاحتلال: “كان هدف الهجوم الذي وقع صباح اليوم (السبت) في مجمع خيام مؤقت بالقرب من خان يونس هو محمد الضيف”.
وأضافت الصحيفة: “في الكيان يقدرون أن هناك احتمالا كبيرا لإصابة الضيف في الهجوم، لكنهم ينتظرون النتائج النهائية”.
فيما ادّعت إذاعة الجيش الصهيوني أن الهجوم استهدف “شخصية مهمة” في حماس (لم تحدده) ولا تزال نتائجه غير معلومة.
كل الضحايا مدنيون
ردا على مزاعم الاحتلال، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري إن المجزرة - التي ارتكبها الجيش الصهيوني، بحق نازحين في منطقة مواصي خان يونس ـ تعد تصعيدا خطيرا لما وصفها بحرب الإبادة المستمرة منذ 9 أشهر ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقال، إن التقارير بأن الغارة استهدفت الضيف “كلام فارغ”.
وأضاف أبو زهري “جميع الشهداء هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأمريكي والصمت العالمي.. هذه رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق”.
وأكد القيادي في حماس أن كل الشهداء الذين استهدفهم القصف الصهيوني في منطقة مواصي خان يونس مدنيون، قائلا إن هذه المجزرة الجديدة رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إن الرد على المجازر الصهيونية المروعة في غزة يتطلّب حراكا شعبيا واسعا للجم الاحتلال ووضع حدّ لجرائمه في القطاع.
ودعا شديد - في بيان صحفي - إلى إشعال كل الساحات في الضفة الغربية والقدس المحتلة وداخل الخط الأخضر لنصرة غزة وأهلها وإسناد المقاومة.
كما دعا القيادي في حماس المقاومة في الضفة الغربية لتنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
غارات ليلية غالبية ضحاياها أطفال
بالموازاة مع مجزرة خان يونس المروّعة، قصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته أمس، أرجاء واسعة ومتفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين والشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
وفي مدينة غزة، التي تشهد تصاعدا كبيرا في العدوان، قصفت مدفعية الاحتلال محيط مفترق والطيران في شارع الثلاثيني بمدينة غزة.
وقصفت زوارق الاحتلال سواحل مخيم الشاطئ شمال غرب غزة، وتل الهوى تزامنا مع إطلاق قنابل دخانية وصوتية باتجاه شارع النصر تحديدا قرب اللبابيدي.
واستشهد 5 مواطنين منهم طفلان جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الراعي وسط دير البلح، فيما أصيب 10 مواطنين في استهداف الاحتلال منزلا لعائلة حمدان في شارع العشرين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما استشهد فراس وادي وزوجته الحامل في الشهر الثالث جراء قصف الاحتلال منزلهم في منطقة قاع القرين شرق مدينة خانيونس.
وفي رفح، تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ السابع من ماي الماضي، والتوغل في عدة أحياء من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، في حين تتسع دائرة المجاعة شمال قطاع غزة مع استمرار منع إدخال المساعدات ونفاد البضائع من الأسواق.
من ناحية ثانية، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، في محيط مخيمي بلاطة وعسكر، شرقي مدينة نابلس، من عدة محاور.
كذلك، دارت اشتباكات مسلحة، فجر اليوم السبت، في مدينة طولكرم، شمال غربي الضفة الغربية، عندما اقتحمت قوات الاحتلال المدينة وداهمت عدداً من المنازل.
وعلى صعيد الوضع الإنساني والصحي، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إنّه سجّل نحو 71 ألف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح منذ بدء الحرب.