نشرت مجلة «إيكونوميست» تقريرا عن العلاقات المتنامية بين إسرائيل والمغرب قائلة إنّها تتجاوز كونها علاقات تجارية، مضيفة أنّ الصداقة الخفية بين المخزن والصهاينة انفجرت للعلن بعد أن احتجبت لعقود طويلة تحت ستار السريّة.
نقلت المجلة صورة عن التغلغل الصهيوني في المغرب من خلال جلسة جمعت بين نساء في عربة قطار متجهة لمراكش، النساء – كما كتبت «إيكونوميست» كنّ أربعة وكلهن غريبات عن بعضهن البعض وأثناء تبادلهنّ الحديث عن إسرائيل، قالت مرشدة سياحية، وهي تتذكر تجربتها عند نقطة فحص الجوازات (في إسرائيل)»لقد كانوا وديين جدّا أكثر من العنصريين المتعجرفين الفرنسيين»، وشاركت أخرى متخصصة في تنظيم المناسبات صورا على هاتفها لحفلة نظمتها لإسرائيليين خارج مراكش. واستخدمت ممرضة الاسم الفرنسي للقدس وليس اسمها الإسلامي مع أنّهن يتحدثن العربية.
وتعلق المجلة، أنّ إسرائيل ظلت ولعقود «السرّ الخفي»، وتمت التعاملات التجارية بين البلدين عبر سلسلة من الوسطاء، في الغالب من يهود المغرب المنفيين في باريس أو عملاء الاستخبارات السريين. وانتهت الدبابات السورية التي وقعت في أيدي الإسرائيليين إلى المغرب. كما ساعدت إسرائيل المغرب على بناء الجدار الطويل وتحصينه للاحتماء من ضربات الجيش الصحراوي. والآن وقد أصبحت «الصداقة السرية رسمية، يبدو أنّ الزوجين يريدان التعرف على بعضهما البعض من خلال توقيع سلسلة من الصفقات العسكرية والتجارية والثقافية.
كما أوردت المجلة «أنّ قناة فضائية إسرائيلية ستفتح مكتبين لها في الدار البيضاء والرباط، العاصمتين التجارية والسياسية للمغرب. وضمت حفلة الإعلان عن الافتتاح التي عقدت في 30 ماي، قائمة من الشخصيات لا تحظى بحضورها السفارات الغربية عندما تحتفل بأيامها الوطنية. ولمعت نجمة داوود في قلب قلعة شالة، وأضيئت الشموع لتلك المناسبة في هذه القلعة المغربية القديمة. وقدّم الخمر المصنع في مرتفعات الجولان المحتلة ليرطب مائدة مكونة من خمسة أطباق متتالية».
وفي الوقت نفسه، تدفق السياح الإسرائيليون منذ الاتفاقية إلى المغرب، حيث يتم تنظيم 10 رحلات مباشرة في الأسبوع إلى المغرب من الكيان الصهيوني. ويحضر البعض للتمتع والاحتفال، وآخرون لزيارة قبور 60 قديسا يهوديا، فيما يحاول البعض البحث عن جذور عائلاتهم، ذلك أنّ هناك 700 ألف يهودي في إسرائيل جاءوا من المغرب.
وتضيف المجلة أنّ الوفود الرسمية تتوالى. كما تعقد الصفقات التجارية والعقود العسكرية السرية التي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
ورغم هذا التقارب، تكتب» ايكونوميست» أنّ المغرب قلق من فتح علاقات سياسية كاملة مع إسرائيل، فقد علّق الملك محمد السادس خططا لفتح سفارة للمغرب في تل أبيب، ولم يمنح بعد اعتمادا للسفير الإسرائيلي.