تمرّ اليوم الذكرى السادسة لرحيل رائد الكفاح السياسي وأيقونة الدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي، الفقيد محمد عبد العزيز الذي غيّبه الموت اثر مرض عضال يوم 31 ماي 2016، تاركا وراءه رصيدا ثريا من المبادئ النضالية والسياسية التي شكلت مرجعية للأجيال الصاعدة لمواصلة مسيرة الكفاح.
يسترجع أحرار العالم هذه الأيام ذكرى وفاة الرئيس محمد عبد العزيز كأحد رموز السلم، وواحد ممن امتشق الكلمة سلاحا لخدمة الحرية والديمقراطية، رهن حياته كلها في سبيل أن يستعيد وطنه وشعبه حقوقهم المشروعة، على رأسها حق تقرير المصير والاستقلال.
ويعد الراحل عبد العزيز أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، قبل أن ينتخب في مكتبها السياسي خلال مؤتمرها التأسيسي في 10 ماي 1973.
وظل الفقيد قائدا عسكريا في الجبهة إلى غاية انتخابه خلال أشغال المؤتمر الثالث للبوليساريو الذي انعقد في أوت 1976، كأمين عام لها ورئيسا لمجلس قيادة الثورة، بعد وفاة الوالي مصطفى السيد الرقيبي (من مؤسسي جبهة البوليساريو وأمينها العام السابق) إثر هجوم بنواكشوط عاصمة موريتانيا في 9 جوان 1976.
وانتخب الفقيد عبد العزيز رئيسا للجمهورية الصحراوية في مؤتمر جبهة البوليساريو الثالث، وظل في هذا المنصب منذ ذلك التاريخ.
ورحل الرئيس الصحراوي بعد معاناة طويلة مع سرطان الرئة عن عمر يناهز الـ 68 عاما، تاركا وراءه سجلا حافلا لا يمكن للشعب الصحراوي ولا للمجتمع الدولي وكل المستضعفين في الأرض أن ينسوه.
نضال سياسي ودبلوماسي فعّال
تمكن الرئيس الصحراوي الراحل, المكنى ب»ابن الصحاري»، طيلة فترة حكمه رفقة باقي أعضاء جبهة البوليساريو والمناضلين في صفوفها، التعريف بعدالة القضية الصحراوية في مختلف المحافل الدولية، حيث افتكت الجبهة عدة اعترافات هامة بشرعيتها وبكونها الممثل الوحيد للشعب الصحراوي في كفاحه ضد المحتل المغربي لاسترجاع أرضه المغتصبة.
وبفضل مساعيه السياسية، أصبحت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في نوفمبر 1984 عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك (الاتحاد الإفريقي حاليا)، وتمّ انتخاب الرئيس الراحل عبد العزيز نائبا لرئيس الهيئة القارية في نفس السنة، قبل أن ينتخب مرة أخرى في نفس المنصب عام 2002.
كما عيّن الرئيس الصحراوي الراحل ممثلا من بين ثلاثة ممثلين لدول شمال إفريقيا في مجلس السلم والأمن الإفريقي عند تأسيس الإتحاد الإفريقي عام 2002.
وصمد ومضى المناضل الصحراوي، سائرا نحو الهدف المنشود، يحشد التأييد لقضيته، ويوسع الاعتراف بها بخطى ثابتة، تركت أثرها بارزا في كل القارات، وفي المحافل الدولية وخاصة الإتحاد الإفريقي وكله إيمانا بأن الجمهورية الصحراوية المستقلة الكاملة السيادة على ترابها الوطني تشكّل «عامل اعتدال وتوازن واستقرار في المنطقة».