تستضيف، صباح اليوم الثلاثاء، إسطنبول التركية جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، على أمل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، في وقت تشهد فيه مدينة ماريوبول بشرق البلاد وضعا إنسانيا «كارثيا».
حذّر رئيس بلدية مدينة ماريوبول المحاصرة جنوبي أوكرانيا من وقوع أزمة إنسانية وشيكة في المدينة الساحلية، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عقد قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرتبط بتقديم كييف توضيحات بشأن مطالب روسية أساسية.
من جهة أخرى، ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنها «تعمل بشكل فعال على وقف تقدم القوات الروسية باتجاه كل من منطقتي زاباروجيا وجوليبول» (جنوب شرق)، وأكّدت أن القوات الأوكرانية صدّت هجمات القوات الروسية على منطقة فيركنوتورتسكي باتجاه أفدييفكا بضواحي مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
كييف مستعدّة لوضع الحياد
قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، إن روسيا تريد تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، وتعهّد بشنّ حرب شاملة لمنع تقسيم البلاد.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لم يكن يدعو لتغيير النظام في روسيا عندما قال السبت إن الرئيس فلاديمير بوتين «لا يمكنه البقاء في السلطة».
أما الرئيس الأوكراني، فقال إن بلاده مستعدة لأن تصبح محايدة، وأن تناقش أي حلول وسط فيما يتعلق بوضع منطقة دونباس شرقي البلاد، في إطار اتفاق للسلام ووقف الحرب الدائرة منذ 24 فيفري الماضي.
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالجولة الجديدة للمفاوضات قائلا إن «ثمة فرصة وحاجة لعقد لقاء وجها لوجه في تركيا مع روسيا».
وتطرق زيلينسكي في رسالة مصورة نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المحادثات المزمع إجراؤها في تركيا بين وفدي التفاوض الروسي والأوكراني، مؤكدا أن أولويات بلاده في المفاوضات معروفة.
وشدّد على أنّ سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها أمران لا جدال فيهما، وأن الضمانات الأمنية الفعالة إلزامية بالنسبة لهم.
ضمانات أمنية
في لقاء مع وسائل إعلام روسية، عبّر زيلينسكي عن استعداد بلاده لقبول إحدى شروط موسكو من خلال تبني وضع «غير نووي» رسمي كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب بين البلدين. وكشف زيلينسكي أن «محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا مستمرة»، ووصف الوضع غير النووي للبلاد بأنه «أهم قضية» على جدول الأعمال. وأشار زيلينسكي إلى أنه مهتم بتوقيع «اتفاقية جادة» من شأنها أن تتضمن ضمانات أمنية لأوكرانيا، يوقعها جميع الضامنين. وتسعى موسكو للحصول على تأكيدات بأن الأسلحة النووية لن يتم نشرها في أوكرانيا في المستقبل، من قبل حلف شمال الأطلسي «الناتو» على سبيل المثال.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يرفض أبدا اللقاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه وضع شرطا واحدا لهذا اللقاء.
وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي من موسكو، أمس الإثنين، أن بوتين لا يمانع لقاء زيلينسكي، لكن «يجب أن يتم التحضير لهذه الاجتماعات بشكل جيد».
حصار ماريوبول الخانق
في المقابل، ندّد الرئيس زيلينسكي بحصار كامل على مدينة ماريوبول التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ بضعة أسابيع.
وقال: «كل المنافذ للدخول إلى المدينة والخروج منها مقطوعة، من المستحيل إدخال مؤن وأدوية إلى ماريوبول»، وقتل حوالي ألفي مدني في ماريوبول بحسب حصيلة أعلنتها بلدية المدينة مؤخرا. وقال زيلينسكي إن حوالي مائة ألف شخص ما زالوا محاصرين في المدينة الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف.
وفشلت عدة محاولات لفتح طريق آمن للمدنيين وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بانتهاك وقف إطلاق النار. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ «عملية إنسانية» للإجلاء «خلال الأيام القليلة المقبلة» من مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب أوكرانيا.
تعليق إجلاء المدنيّين
أعلنت أوكرانيا، أمس الإثنين، تعليق عملية إجلاء المدنيين خشية ما وصفته «باستفزازات» روسية، قبل جولة جديدة من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين حضوريا في تركيا.
وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إرينا فيريشتشوك، عبر تطبيق «تلغرام»، أن «استخباراتنا تحدثت عن استفزازات محتملة من جانب موسكو على طرق الممرات الإنسانية. وبالتالي، لن يجري فتح أي ممر إنساني لأسباب تتعلق بسلامة المدنيين».
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، أن قواتها استهدفت 36 منشأة عسكرية أوكرانية، وأسقطت 5 طائرات حربية و19 طائرة مسيّرة.
ودمرت القوات الروسية ما مجموعه 308 طائرات دون طيار و1713 دبابة و170 راجمة صواريخ أوكرانية منذ بداية العملية العسكرية في 24 فيفري الماضي، حسبما أعلن رسميا.