إسبانيا..بين الخيانة الأولى والثانية

 نشرت مؤسسة التلفزيون والإذاعة الحكومية في إسبانيا مقالا تفسيريا حول تاريخ القضية الصحراوية منذ فترة الاحتلال الإسباني، وإلى غاية تاريخ رسالة سانتشيز المثيرة للجدل إلى الملك المغربي.
يقول التلفزيون الحكومي الإسباني، إنّ الصحراء الغربية كانت مستعمرة إسبانية سابقة حتى العام 1976. ومنذ ذلك الحين أصبحت موضع نزاع إقليمي بين المغرب، الذي ضمّ الإقليم واحتله عنوة في عام 1975، وجبهة  البوليساريو، ممثلة الشعب الصحراوي التي تطالب بوضع الاستقلال.
الصّحراويون لم يستسلموا للاحتلال وأعلنوها حربا مسلّحة، وبعد 16 عاما أصدرت الأمم المتحدة القرار رقم 690 الصادر في 29 أفريل 1991، والذي يعترف بحقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وقد حدّدت الخطة الأممية للتسوية فترة انتقالية يتعيّن على سكان الصحراء الغربية خلالها الاختيار بين الاستقلال أو الاندماج مع المغرب عبر استفتاء شعبي ديمقراطي لتقرير المصير.

المستعمرة الأكبر في العالم والوحيدة في إفريقيا

 الصّحراء الغربية هي بالنسبة للأمم المتحدة واحدة من 17 منطقة لا تزال في وضعية استعمار، وهي الأكبر في العالم والوحيدة في إفريقيا.
هذه المنطقة غنية بالثروات السمكية والفوسفات، وهي تقع غربي الصحراء الكبرى، وتبلغ مساحتها 270 ألف كيلومتر مربع. يحدّها من الشمال المغرب، ومن الشرق الجزائر، ومن الجنوب والجنوب الشرقي موريتانيا.
احتلتها إسبانيا في عام 1884 بعد مؤتمر برلين، الذي قسّمت فيه القوى الأوروبية إفريقيا. وبعد خمسة عقود،  اعتبرتها إسبانيا مقاطعة تابعة لأراضيها، وأطلقت عليها تسمية «الصحراء الإسبانية» حتى عام 1965 عندما طلبت الأمم المتحدة إنهاء استعمار الإقليم.

الخيانة الإسبانية الأولى

 في عام 1975، قبل ستة أيام من وفاة الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو، وقّعت إسبانيا ما يسمى باتفاقيات مدريد التي تنازلت بموجبها عن إدارة المستعمرة، للمغرب وموريتانيا. وتوقفت عن الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه مستعمرتها السابقة.
اعتبرت الأمم المتحدة اتفاقيات مدريد لاغية وباطلة، لأن إسبانيا لم تستطع نقل السيادة بحكم الأمر الواقع إلى المغرب وموريتانيا. ولهذا السبب واصلت الأمم المتحدة اعتبار إسبانيا الدولة القائمة بالإدارة في الصحراء الغربية، على الرغم من أن المغرب يحتلّ الصحراء الغربية على أرض الواقع.
في 26 فيفري 1976، غادرت إسبانيا الصحراء، ثم انسحبت موريتانيا بعد فترة وجيزة. ليحتلّ المغرب معظم الأراضي الصحراوية، بعد أن كان قد أرسل قبل سنة من ذلك، 350 ألف مغربي في ما يسمى مسيرة العار.
ومع تأييد القانون الدولي لمطالبها، أعلنت جبهة  البوليساريو عن قيام الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية في 27 فيفري 1976، ثم اندلع نزاع مسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو، وانتهى بوقف إطلاق النار بعد 16 عامًا.

تأجيل مستمرّ لاستفتاء تقرير المصير

 في 6 سبتمبر 1991، دخل وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو حيز التنفيذ. وكان من المقرر أن ينتهي بإجراء استفتاء لتقرير المصير، لكن الاستفتاء ظل يتأجّل بسبب التعنت المغربي.

الخيانة الإسبانية الثانية

 الخيانة الثانية هي التي تحدث أطوارها اليوم مع  إعلان رئيس الحكومة الاسباني بيدرو سانشيز تأييد الحكم الذاتي، الذي كان المغرب اقترحه في العام 2007 ليبقي سلطته على الصّحراء الغربية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024