تدخل الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الرابع، تواصل موسكو عملياتها العسكرية بضراوة، حيث قصفت قواتها أمس مطار مدينة لفيف الواقع قرب الحدود البولونية، فيما تجدّد القصف الصاروخي الروسي على كييف ومناطق أخرى مخلفا ضحايا، مع تسجيل تقدّم محدود في المفاوضات الثنائية.
تزامن التطورات الميدانية مع مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني حذّر فيها بايدن من عواقب تقديم أي دعم لروسيا. وكان الكرملين قد رفض أمر محكمة العدل بوقف العملية العسكرية في أوكرانيا. بينما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السلطات الأوكرانية بـ»المماطلة» في المفاوضات لكنه أضاف بأن موسكو مستعدة للبحث عن حلول خلال اتصال أجراه مع المستشار الألماني أولاف شولتس.
واصل سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية الإستراتيجية المحاصرة من القوات الروسية، في البحث عن ناجين بين أنقاض مسرح تعرض للقصف، فيما أعلن عن 27 قتيلا في خاركيف. وقام الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر نظيره الصيني شي جينبينغ من عواقب تقديم أي دعم لموسكو، في اتصال هاتفي جمعهما ظهرا أمس الجمعة.
قصف مطار لفيف
مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الـ 24، قالت هيئة الأركان الاوكرانية، إن القوات الروسية تستعد لاستئناف الهجوم في محيط العاصمة كييف بهدف تشديد الحصار عليها.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب وقال إن كييف تعرقل المحادثات مع موسكو.
وذكرت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته أمس الجمعة، أن بوتين خلال المكالمة «لفت إلى قصف القوات الأوكرانية أحياء سكنية في مدينتي دونيتسك وماكييفكا ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا»، وحمل الغرب المسؤولية عن «تجاهل جرائم الحرب هذه». وشدّد الرئيس الروسي، وفقا للبيان، على أن القوات الروسية تفعل كل ما بوسعها من أجل إنقاذ حياة المدنيين، خصوصا من خلال فتح ممرات آمنة لخروج المواطنين من المدن الموجودة ضمن منطقة القتال».
عرقلة العملية التفاوضية
وأشار البيان، أن بوتين أطلع شولتس أيضا على تقييماته للمحادثات الافتراضية المتواصلة بين وفدي مفاوضين روس وأوكرانيين، مع التأكيد على أن «نظام كييف يحاول بكافة الأساليب عرقلة العملية التفاوضية من خلال طرح اقتراحات غير واقعية جديدة».
وتابع البيان: «غير أن الجانب الروسي على الرغم من ذلك مستعد لمواصلة البحث عن حلول ضمن إطار نهجه المبدئي معروف جيدا». هذا وأجرى بوتين سيجري مساء أمس الجمعة مكالمة هاتفية أخرى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأبدت أوكرانيا استعدادها لمناقشة وضع الحياد مع روسيا، ولمحت لاحتمال الوصول إلى حل ولكن وفق شروطها، في حين رفضت موسكو قرار محكمة العدل الدولية الذي يدعوها لوقف عملياتها العسكرية.
من جهته المندوب الروسي بمجلس الأمن كشف أنهم سيطلبون عقد اجتماع طارئ لمناقشة قضية المختبرات الأمريكية بأوكرانيا بعد الوثائق التي تحصلوا عليها. وأكد أنه منذ بدء العملية العسكرية تلقت وزارة الدفاع الروسية أكثر من 2.5 مليون طلب إجلاء إلى روسيا. وذكر أن هناك 70 سفينة في الموانئ البحرية عاجزة عن المغادرة بسبب الألغام البحرية التي وضعتها أوكرانيا.
واشنطن تضغط على بكين
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن بلاده تتبع موقفا مستقلا وغير منحاز بشأن الصراع الدائر في أوكرانيا، وإن محاولات الولايات المتحدة للضغط على الصين «غير مجدية».
وردا على تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة «ستتخذ إجراءات» إذا ثبت أن الصين تدعم تصرفات روسيا في أوكرانيا، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في إفادة صحفية، أمس الجمعة أن الصين تتمسّك بموقف مستقل بشأن الأزمة الأوكرانية، وقال: «تتخذ بكين موقفا موضوعيا وعادلا، وستسترشد بأحكامها المستقلة». وأشار إلى أن الصين تحترم مخاوف كل من أصحاب المصلحة المعنيين بالوضع الصعب في أوكرانيا.
ولفت المتحدث إلى أن محاولات السلطات الأمريكية للضغط على الصين بشأن أوكرانيا هي محاولات غير مسؤولة وعديمة الجدوى ولن تتمكن من تغيير موقف القيادة الصينية: «يحاول الجانب الأمريكي تشويه سمعة جمهورية الصين الشعبية والضغط علينا.. هذا غير مسؤول للغاية ولن يساعد في حل المشكلة بأي شكل من الأشكال. نحن ضد هذا ولا يمكننا بشكل قاطع تحمل مثل هذا الموقف للولايات المتحدة». وأوضح المتحدث أن بلاده تدعم أي جهد يمكن أن يتغلب على الأزمة.
مأساة إنسانية
أبدت الأمم المتحدة قلقها مع تجاوز عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى دول الجوار 3 ملايين، فضلا عن معاناة كثيرين تحت الحصار في مدن عدة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمات الإنسانية تشعر بقلق عميق إزاء سلامة المدنيين المحاصرين داخل عدد من المدن، حيث تتضاءل إمدادات الغذاء والمياه.
وأضاف أن الوضع يتدهور مع استمرار القتال في كل من ماريوبول وسومي وخاركيف وتشرنيهيف وسفير ودونيتسك وشمال كييف، وقد دفع ذلك أكثر من 5 ملايين شخص إلى النزوح في الأسابيع الثلاثة الماضية، من بينهم نحو 3.2 ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال، عبروا الحدود إلى خارج أوكرانيا.