عاد العيد العالمي للمرأة، أمس، ليجد النساء الصحراويات متشبّثات بأرضهنّ ، متمسّكات بحقّهن في الاستقلال والعيش الكريم تحت ظلال الحريّة، بعيدا عن سطوة الاحتلال وسيطرته.
عادت المناسبة في نفس الموعد، لتجد المرأة الصحراوية المكافحة حقّقت الكثير من المكاسب السياسية والاجتماعية بفضل معركتي التحرير والبناء اللتان مكّنتها من انتزاع مكانتها المستحقة في كل المجالات وعلى مختلف المستويات والحلقات داخل المجتمع وفي تسيير الشأن الوطني.
استطاعت المرأة الصحراوية بفضل صمودها أن تحتل مكانة ريادية حاسمة في مسيرة الثورة الصحراوية بكل فخر واعتزاز وبلا تردد. كما أنه لا يمكن الحديث عن التجربة المتميزة التي صنعها الشعب الصحراوي في المنفى، بالرغم من ظروف اللجوء والتشريد، دون الحديث عنها كعنصر أساسي فاعل وحاضر في كل مواقع الفعل والنضال، ودون الاعتراف والإقرار لها بفضلها الكبير في تلك النقلة النوعية التي شهدها المجتمع الصحراوي في جميع الميادين، السياسية والاجتماعية، وفي قطاعات في غاية الحساسية مثل الصحة والتعليم والإدارة.
ولا يمكن اليوم الحديث عن انتفاضة الاستقلال وفصولها المرصعة بالتضحيات والبطولات والانتصارات، دون الحديث عن دور المرأة الصحراوية التي احتضنت المقاومة السلمية ووقفت في صفوفها الأمامية وتحملت في سبيل الشعب والوطن والكرامة أبشع الممارسات وأفظع الانتهاكات، ولكنها مرغت أنف المحتل المغربي الغاصب في التراب، ولعلّ ما تقوم به الناشطة الصحراوية سلطانة خيا وعائلتها ببوجدور المحتلة لما يقارب العام ونيف خير دليل على ذلك.
مقاومة وصمود
وتعتبر المرأة الصحراوية فعلاً قوام المقاومة والصمود، هي منبع الوجود وضامن الاستمرارية، انطلاقاً من دورها الحاسم اليوم وغداَ، في تكاثر ونماء المجتمع، كمسؤولية وجودية ومصيرية، وهن (النساء الصحراويات) على يقين بأن المرأة الصحراوية تدرك مدى جسامتها وعظمتها، خاصة في هذا الظرف الذي يتطلب تضافر الجهود واستئناف الكفاح المسلح.
وعلى الصعيد الدولي، عرفت المشاركة الفعالة للمرأة الصحراوية وإبراز وتعزيز دورها الريادي على كافة الجبهات الوطنية والدولية خدمة للمشروع الوطني التحرري الصحراوي من خلال منظمة اتحاد النساء في إطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والانخراط في فضاءات دولية نسوية لإضافة الانتصارات وفرض الدولة الصحراوية.
كما عملت الدولة الصحراوية على إعطاء المرأة الصحراوية دورها الريادي وتمكينها من ممارسة الحياة السياسية، والمشاركة في تسيير الشأن العام من خلال الاستحقاقات الانتخابية في ظل ضمان استفادة النساء من التعليم المجاني والتكوين بمختلف مستوياته، مما أسهم في تحسين المستوى الاجتماعي من خلال التعاونيات والقروض المصغرة والمزارع العائلية.