يرى الباحث في الشؤون الإستراتيجية، رشيد علوش، أن إعلان الخارجية الروسية عن ضرورة العودة لمبدأ التعايش السلمي بين موسكو وواشنطن في هذه المرحلة بالذات قائم أساسا على رؤية روسيا لضرورة مراجعة نظام الهيمنة القطبية للغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، وهذا منعا لإندلاع حرب بين القوى العظمى والتي ستكون نتائجها كارثية قد تتجاوز خسائر الحرب العالمية الثانية.
أكد رشيد علوش، أن إعلان موسكو على ضرورة العودة لمبدأ التعايش السلمي الذي تم انتهاجه في الحرب الباردة من خلال العمل على احترام سيادة الدول و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و تغليب الحوار كمبدأ لحل الخلافات وهذا ما عملت عليه موسكو منذ البداية حينما طلبت احترام أمنها بتجنب توسع حلف الناتو شرقا والذي كان من أحد نتائجه الأزمة الأوكرانية.
أضاف الباحث في الشؤون الإستراتيجية، في اتصال مع «الشعب»، أن رغبة موسكو بالعودة لمبدأ التعايش السلمي يندرج في إطار الذهاب نحو إعادة صياغة القواعد والقيم التي شكلت النظام الدولي لفترة ما بعد الحرب الباردة، انطلاقا من جزئية أن نظاما دوليا متعدد الأطراف في المرحلة المقبلة ستكون له القابلية لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وأشارت الخارجية الروسية إنه يتعين على واشنطن وموسكو العودة إلى مبدأ التعايش السلمي على غرار فترة الحرب الباردة، مضيفة أن موسكو منفتحة على حوار صادق وقائم على أساس الاحترام المتبادل مع واشنطن، قائلة إن استعادة العلاقات الطبيعية بين روسيا والولايات المتحدة ما زال موجودا. وحملت الخارجية الروسية واشنطن مسؤولية إيصال العلاقات بين البلدين إلى نقطة اللاعودة، وطالبت الجانب الأمريكي بأخذ «مجالات النفوذ الروسي في الحسبان.
ودخلت الحرب الروسية على أوكرانيا، أسبوعها الثاني، وقد خلفت موجات نزوح كبيرة للغاية، كما أن أعباء إنسانية كبيرة خلفتها الحرب التي لا يلوح في الأفق نهاية قريبة لها.
وأعلنت سفارة موسكو لدى مينسك، مطلع الأسبوع، عن اختتام الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة الروسية والسلطات الأوكرانية في بيلاروسيا، دون تقدم يذكر، بحسب تصريحات الجانبين.