الأستاذ مبروك كاهي لـ«الشعب»:

للطرف الروسي أوراق قوّة في المفاوضات وعلى الأرض

عزيز. ب

يرى أستاذ العلاقات الدُولية، مبروك كاهي، أن الهدنة التي أعلنت عنها موسكو، هي مؤشر على اقتراب روسيا من تحقيق أهدافها،مشيرا أن الطرف الروسي يملك أوراق قوة في المفاوضات، إضافة الى تمكنها من تحييد وعزل أوكرانيا عن حلفائها الذين تركوها  لمواجهة مصيرها لنفسها.
قال مبروك كاهي، إن إعلان الهدنة هو تأكيد من روسيا على الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف التي تلح على ضرورة حماية المدنيين في الحروب والصراعات، ومحاولة إرسال رسالة للرأي العام الدولي مخالفة للصورة التي يرسمها الإعلام الغربي وكل ما يدور في فلكه عن روسيا، والملاحظ أيضا انه خلال 12 يوما من الأعمال العسكرية لم يتم تسجيل استهداف مدنيين على الأقل بشكل مباشر، صحيح انه فيه ضحايا مدنيين ومنهم أجانب، لكن الأعمال العسكرية الروسية أبرزت ان هدفها الرئيسي نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها، ومنع انضمامها لحلف الناتو.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في اتصال مع «الشعب»، أن الهدنة جاءت من جانب واحد روسيا وهو من أجل السماح للمدنيين بمغادرة الأماكن التي تشهد أعمالا عسكرية حفاظا على حياتهم، وتجنيب أن يكونوا دروعا بشرية.
كما أوضح ذات المتحدث، أن روسيا صحيح أعلنت الحرب على أوكرانيا لكن هذا لا ينفي العلاقة المتينة بين الشعبين الروسي والأوكراني، وموسكو حريصة أن لا تتأثر هذه العلاقة التاريخية وتتضرر بشكل كبير بفعل الأعمال العسكرية ومحاولة توجيه رسالة بأن هناك طرفا ثالثا من أجل الإيقاع بين الشعبين الأوكراني والروسي.
وأشار كاهي، إلى أن الغاية الثانية من الهدنة هو إتاحة جو من الثقة والتهدئة من أجل جولة مفاوضات ثالثة بين روسيا وأوكرانيا التي تجري في الحدود البيلاروسية الأوكرانية، فالمفاوضات لا تكون تحت أصوات المدافع إذا أراد الطرفان الوصول إلى اتفاق ينهي الأعمال العسكرية، دون الإغفال أن الضغط الأكبر هو على الجانب الأوكراني أكثر منه على روسيا، باعتبار أوكرانيا فقدت العديد من قدراتها القتالية والدفاعية من بنى تحتية وأسلحة إستراتيجية، ومراكز نووية لإنتاج الطاقة، فالطرف الروسي يملك أوراق قوة في هذه المفاوضات، إضافة الى تمكن روسيا من تحييد وعزل أوكرانيا عن حلفائها وعدم تمكنهم من تقديم مساعدات حقيقية وتركها لمواجهة مصيرها لنفسها.
كما اعتبر، أن الهدنة ووقف إطلاق النار جاءت بعد رسائل التهدئة من الغرب تجاه روسيا من خلال الاتصال الهاتفي لرئيس فرنسا ماكرون مع نظيره الروسي بوتين، ومعارضة ألمانيا لإجراءات مقاطعة الغاز والنفط وحتى الفحم الروسي، وبدء بعض الدوائر الغربية في التفكير في مرحلة ما بعد الرئيس الأوكراني زيلنسكي .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024