أكد الوزير الأول الصحراوي، بشرايا حمودي بيون، أن إعلان الدولة وتشكيل الحكومة الصحراوية لم يكن حدثا معزولا عن سياقه التاريخي، بل جاء تلبية لضرورة ملحة أملاها الواقع، وتجسيدا لحلم طالما ناضلت من أجله الأجيال الصحراوية على مر الزمان.
في كلمة ألقاها بمناسبة تخليد اليوم الوطني لتشكيل أول حكومة صحراوية، الذي يصادف 5 مارس من كل سنة، اعتبر بشرايا حمودي بيون، أن حدث تشكيل أول حكومة صحراوية يكتسي رمزية خاصة ودلالة عميقة في الوجدان الوطني، كونه أرسى اللبنات الأولى لبناء إدارة وطنية صحراوية، شكلت بدورها نقلة نوعية، كان لها عميق الأثر في مسار الكفاح الوطني عبر مراحله اللاحقة.
وقال إنه في مثل هذا اليوم من سنة 1976، أي منذ 46 سنة مضت تمّ تشكيل أول حكومة في التاريخ المعاصر للشعب الصحراوي، ومنذ ذلك اليوم التاريخي تمّت المزاوجة بين مهام القتال لتحرير الأرض، وتوفير شروط الأمان للمواطنين الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، من طرف الغازي المغربي، إلى جانب الشروع في بناء المؤسسات والهياكل الإدارية الحاضنة للمكاسب، لمدّ الثورة بأسباب الصمود وطول النفس، لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في فرض السيادة والاستقلال الوطني.
لذلك، يقول الوزير الأول الصحراوي، فإن إعلان الدولة وتشكيل الحكومة الصحراوية «لم يكن حدثا معزولا عن سياقه التاريخي، بل جاء تلبية لضرورة ملحة أملاها الواقع، وتجسيدا لحلم طالما ناضلت من أجله الأجيال الصحراوية على مرّ الزمان».
وأضاف أن الحكومة الصحراوية التي تأسست في سنة 1976 وفي ظروف بالغة الصعوبة، بهياكل محدودة وإمكانيات تلامس حدود العدم والعوز المادي وضآلة الخبرة والتجربة، تطوّرت مع الوقت وتوسّعت مجالات عملها، بشكل تدريجي، إلى مؤسسات متكاملة البرامج والأدوار، قادرة على تلبية المتطلبات المتزايدة لحرب التحرير الوطني.
المرافعة في المحافل الدولية
استقبل رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، ابا الحيسن، أول أمس بمقر اللجنة، الناشطة الحقوقية من جنوب أفريقيا، كاترين كونستانتينيدس، في لقاء تشاوري لمناقشة آخر تطورات وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، وسبل تكثيف المرافعة بالمحافل الدولية.
وحضر اللقاء عضوي اللجنة الغالية عبد الرحمن وفيطيم السلامي، حيث قدم رئيس اللجنة عرضا عن آخر تطورات وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية بعد نسف دولة الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار، واستهدافها المستمر للمدنيين الصحراويين بالطائرات المسيرة بما فيهم أطفال، وبرامج التجسس .
وفي هذا الإطار، ذكر أبا الحيسن ضيفته بالندوة الرقمية التي نظمتها مؤخرا مجموعة جنيف لمساندة شعب الصحراء الغربية بمشاركة وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية، ووزيرة العدل الناميبية وشخصيات دولية، لمناقشة هذين التطورين الخطيرين بالذات.
وبعد العرض، عقد الطرفان جلسة عمل تناولا فيها سبل العمل المشترك للمرافعة عن حقوق الشعب الصحراوي بالمحافل القارية والدولية، حيث تم الاتفاق على جملة من الأفكار، والمبادرات في هذا الاطار.