التصعيد العسكري يدخل مرحلته الحاسمة في أوكرانيا

جولــة ثانيـة من المفاوضـــات وسـط تقدّم القـوات الروسيــة

يواصل الجيش الروسي ضغطه على جنوب أوكرانيا وكييف في اليوم الثاني عشر من الحرب، بينما رأى الرئيس فلاديمير بوتين في العقوبات الدولية التي تفرض على روسيا إعلان الحرب، وفي السياق أشارت مصادر عن اتصال مرتقب بين الرئيسين الفرنسي والروسي.
أفاد تقرير لهيئة الأركان العامة الأوكرانية نُشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس الأحد، بأن الجيش الروسي يواصل هجومه «مركّزا جهوده الكبرى على محيط مدن كييف وخاركيف (شرق) وميكولايف (جنوب)». وقال فاديم بويتشينكو رئيس بلدية ماريوبول إن الوضع في هذا الميناء الاستراتيجي الواقع في جنوب شرق أوكرانيا والمحاصر من القوات الروسية «صعب جدا».
ماذا يعني سقوط ماريوبول؟
ويشكل سقوط ماريوبول التي يبلغ عدد سكانها نحو 450 ألف نسمة، نقطة تحوّل في النزاع لأنه سيسمح بربط القوات القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بعدما استولت على مينائي بيرديانسك وخيرسون الرئيسيين، من جهة، وقوات دونباس من جهة أخرى. وسيتيح لهذه القوات المعززة الصعود باتجاه وسط أوكرانيا وشمالها. كما يقترب الجنود الروس من كييف وسط مقاومة من القوات الأوكرانية.
موجة الفرار متواصلة
في الأثناء، تعمّ حالة من الفوضى في محطات القطارات في المدن الأوكرانية المهدّدة بتقدم القوات الروسية، مع سعي نساء وأطفال إلى الرحيل بحثا عن الأمان بعد وداع أزواجهن وآبائهم الذين بقوا للقتال.
وتقول الأمم المتحدة إن 1.37 مليون شخص غادروا البلاد منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير، بينما هناك أكثر من مليون نازح في الداخل. ويثير هذا النزوح تعبئة كبيرة لا سيما في الدول المجاورة مثل مولدافيا، حيث وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء السبت.
وفي وقت سابق، زار الوزير الأميركي الحدود البولندية الأوكرانية لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا. وحذر فلاديمير بوتين من أن أوكرانيا قد تفقد «وضع الدولة» إذا واصلت رفضها تلبية المطالب الروسية. وتطالب موسكو خصوصا بأن تكون أوكرانيا «محايدة وغير نووية» وبإخلائها من السلاح، بينما تعتبر كييف التي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أنها غير مقبولة.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على تويتر امس الأحد أنه تحدث مرة أخرى عبر الهاتف مع نظيره الأميركي جو بايدن لمناقشة «قضايا أمنية» و»الدعم المالي لأوكرانيا» و»استمرار العقوبات» ضد روسيا. وخلال المحادثة التي استمرت نصف ساعة، شدّد بايدن على العقوبات التي اتخذتها واشنطن وحلفاؤها على روسيا، وهنأ الرئيس الأميركي الشركات التي قرّرت التوقف عن العمل في روسيا.
وآخر هذه الشركات التي يرتفع عددها يوما بعد يوم، المجموعتان الأميركيتان للبطاقات المصرفية فيزا وماستركارد اللتان أعلنتا السبت تعليق عملياتهما في روسيا. ولن تعمل بطاقات المجموعتين الصادرة عن البنوك الروسية في الخارج بينما لم تعد البطاقات الأجنبية صالحة في روسيا.
بوتين: العقوبات «إعلان حرب»
من جهتها، أعلنت شركة إيروفلوت تعليق رحلاتها الدولية اعتبارا من الثامن من مارس. وقد أوصت هيئة تنظيم الطيران الروسية (روسافياتسيا) كل الشركات في البلاد بوقف الرحلات الجوية إلى الخارج لتجنب مصادرة طائراتها التي تملك معظمها شركات تأجير غربية. وقال فلاديمير بوتين إن «هذه العقوبات التي تمّ وضعها هي بمثابة إعلان حرب».
وقال بوتين محذرا، إن إنشاء منطقة حظر ستعتبره موسكو «مشاركة في النزاع المسلح من جانب أي دولة» تُستخدم أراضيها «لتشكيل تهديد لجنودنا».
وساطة بينيت
من جهة أخرى، أجرى الرئيس الروسي السبت محادثات استغرقت حوالى ثلاث ساعات في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي عرض القيام بوساطة مشددا على العلاقات المتينة للدولة العبرية مع روسيا وأوكرانيا.
جولة ثانية من المفاوضات
وأخيرًا، ستعقد جولة ثالثة من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين اليوم الإثنين لكن فرص تحقيق تقدم تبدو ضئيلة. في الوقت نفسه، شهدت أوروبا تظاهرات مناهضة للحرب. فقد نزل نحو 40 ألف شخص إلى الشوارع في زوريخ السبت والعدد نفسه من المتظاهرين سجل في فرنسا من بينهم 16 ألفًا في باريس وآلاف في روما.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024