أعرب أعضاء من الكونغرس الأمريكي عن قلقهم إزاء السياسة الأمريكية تجاه النزاع في الصحراء الغربية، وذلك في رسالة وجهوها إلى الرئيس جو بايدن أمس الأول.
عبّر أعضاء الكونغرس الأمريكي في رسالتهم عن قلقهم إزاء السياسة الأمريكية الحالية بشأن المغرب ومطالبه بالصحراء الغربية، مشيرين إلى أنه في ديسمبر 2020 اعترفت الإدارة السابقة رسميًا بإدعاءات المغرب بسيادة مزعومة على الصحراء الغربية، على الرغم من حقيقة أن كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية رفضت منذ عقود الاعتراف بمزاعم المغرب بالسيادة على الإقليم.
ونتيجة لهذا الانقلاب في السياسة، تضيف الرسالة «أصبحت الولايات المتحدة الآن الدولة الوحيدة التي تعترف رسميًا بمطالب المغرب المزعومة التي تتعارض مع القانون الدولي والحق المعترف به دوليًا في تقرير المصير، حيث إن محكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الأوربية أصدرت عدة أحكام واضحة تؤيد حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتخلص إلى أن المغرب ليس له حق المطالبة بالإقليم».
قلق من صفقة الأسلحة
كما أعربت بشكل خاص عن قلق أعضاء الكونغرس الأمريكي بشأن صفقة الأسلحة التي وافقت إدارة بايدن على إبرامها مع المغرب في ديسمبر الماضي، حيث أخطرت الإدارة السابقة الكونغرس بمبيعات أسلحة بقيمة مليار دولار إلى المغرب، مضيفة «إننا نشعر بالقلق من أن هذه الأسلحة قد تستخدم بطريقة هجومية ضد الشعب الصحراوي أو قد تسهل بطريقة أخرى احتلال المغرب غير المشروع للإقليم».
ولدى تعبيرهم عن ارتياحهم للتعيين الأخير لستافان دي ميستورا مبعوثًا شخصيًا جديدًا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، سجل أعضاء الكونغرس الأمريكي بقلق من أن الولايات المتحدة لم تلتزم التزامًا واضحًا يظهر للأمم المتحدة أن واشنطن تدعم تسوية دائمة وسلمية بين المغرب وممثلي الحكومة الصحراوية المعترف بهم.
وعليه، حث أعضاء الكونغرس الأمريكي الإدارة على عدم إبرام أي صفقة لأسلحة كبيرة أو هجومية مع المغرب. فمثل هذه المبيعات قد تكون غير مناسبة للغاية بالنظر الى العنف المتصاعد مؤخرا بين قوات جيش الاحتلال المغربية والجيش الصحراوي ، حيث أنه لا توجد ضمانات من لدن المغرب بأن مثل هذه الأسلحة لن تستخدم ضد الشعب الصحراوي. كما عبروا عن قلقهم من عدم تحقيق تقدم بخصوص استفتاء سياسي واتفاق سلام نهائي من أجل الصحراء الغربية.
كما طالبوا بإحاطة الأعضاء الموقعين على هذه الرسالة حول حزمة الأسلحة ومراجعة الإدارة لسياستها تجاه كل من الصحراء الغربية والمغرب ، بما في ذلك العواقب قصيرة وطويلة الأمد جراء الاعتراف بمطالب المغرب الإقليمية على آفاق السلام.
وذكروا بالدور الحاسم الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذا النزاع الذي طال أمده، آملين أن يكون ذلك هو الذي يضمن قدرة الشعب الصحراوي على العيش بحرية وكرامة وسلام، ويمكنه من ممارسة حقّه غير القابل للتصرّف في تقرير المصير.
استهداف مقر الفيلق 43 للاحتلال
ميدانيا، استهدفت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مقر قيادة الفيلق الثالث والأربعين (43) للاحتلال المغربي بمنطقة أميطير لمخينزة بقطاع المحبس، مخلفة خسائر فادحة في المعدات، وفق البيان العسكري رقم 476 الصادر عن وزارة الدفاع الصحراوية.
وجاء في البيان الصادر أمس الأول، أن «مفارز متقدمة من جيش التحرير الشعبي الصحراوي قصفت مواقع تخندق وتمركز عساكر الاحتلال بمنطقة أميطير لمخينزة بقطاع المحبس، مستهدفة مقر قيادة فيلق العدو الثالث والأربعين وتدمير بطارية مدفعية (بي آم 21 )».
وكانت مفارز متقدمة من جيش التحرير الشعبي الصحراوي شددت قصفها نهاية الأسبوع، على مواقع تمركز قوات الاحتلال بقطاع المحبس مستهدفة عساكر العدو بمنطقة أكرارة الفرسيك، يضيف ذات البيان.
وأكدت وزارة الدفاع الصحراوية في بيانها، «استمرار هجمات وحدات الجيش الصحراوي مستهدفة مواقع قوات الاحتلال على طول جدار الذل والعار (الجدار الرملي) مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات».