دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الثاني في ظل تقدم الجيش الروسي في الميدان يتجه نحو محاصرة كييف وخاركيف مع اشتداد القتال بالشوارع وترقب انعقاد جولة ثالثة من المفاوضات وسط تصعيد الغرب دعمه السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا، فيما قالت مصادر مطلعة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا غدا الاثنين.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، عن نظام تهدئة وذلك لفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا. وقالت وزارة الدفاع إن «الجانب الروسي أعلن أمس، بدأ نظام تهدئة وفتح ممرات إنسانية أمام خروج المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا». وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم الاتفاق مع الجانب الأوكراني على ممرات إنسانية، والطرق التي سيخرج منها المدنيون. وقال بودولاك في تصريح للصحفيين: «نحن نؤكد المعلومات (حول بدء نظام التهدئة). أما بالنسبة لعدد المدن، فهذه ليست سوى البداية. ويجري العمل على صيغة في هذا الإطار، وبعد ذلك ستضاف المدن والقرى الأخرى تدريجيا إلى قائمة أماكن الإخلاء». وفي وقت لاحق أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن أكثر من 200 ألف شخص يعتزمون مغادرة ماريوبول وأكثر من 15 ألف شخص يستعدون لمغادرة فولنوفاخا.
بينما ذكرت وسائل أوكرانية أن دنيس كرييف أحد أعضاء وفد المفاوضات مع روسيا، قُتل أثناء محاولة اعتقاله من طرف قوات الأمن الأوكرانية، أمس السبت، هذا ولم يصدر تأكيد رسمي بعد.
إنشاء ممر بري
بينما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن حلف الناتو يبقي على باب الحوار مفتوحا مع روسيا، لكنه سيواصل تقديم الدعم لأوكرانيا.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في بروكسل: «سنبقي باب الدبلوماسية والحوار مفتوحا مع روسيا»، مضيفا أن الحلف لا يسعى للمجابهة العسكرية مع موسكو، لكنه ملتزم «بحماية كل شبر من أراضيه».
في حين قال الجيش الأوكراني إن روسيا تعمل على حصار العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة خاركيف شرقي البلاد. وذكر الجيش الأوكراني في تقرير نشر في وقت مبكر من صباح أمس، إن هجوم موسكو دخل يومه العاشر بدعم جوي واستخدام أسلحة روسية عالية الدقة.
كما استمرت القوات الروسية أيضا في محاولة الوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقتي لوهانسك ودونيتسك من أجل إنشاء ممر بري من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وحتى المناطق الانفصالية. ووفقا للتقرير، فإن عمليات الدفاع في العاصمة كييف مستمرة وتابع التقرير أن القوات الروسية واصلت أيضا التعرف على نقاط الضعف في الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية جنوبي البلاد. وتعرض ميناء ماريوبول الاستراتيجي في شرقي أوكرانيا صباح أمس لـ»حصار» من قبل الجيش الروسي ولهجمات وفق ما أعلن رئيس بلدية المدينة، داعيًا إلى إنشاء ممر إنساني.
وتستمر العملية العسكرية في أوكرانيا، حيث تفيد تقارير بتوسع سيطرة الجيش الروسي على مدن أوكرانيا الساحلية، فيما دارت مواجهات بين الطرفين قرب منشأة نووية شرق البلاد.
بينما وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانونًا ينصّ على أحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا لنشر أخبار كاذبة عن الجيش الروسي، في الوقت الذي تتابع فيه موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا.