بينما تستعدّ نساء العالم للاحتفال بعيد المرأة، تعيش الصّحراويات في بؤس وشقاء تحت سلطة احتلال يمارس ضدهن كل أشكال العنف والعدوان، حيث اعتدت سلطات الاحتلال المغربي بمدينة بوجدور المحتلة على مناضلات صحراويات أمام بيت أهل خيا بمدينة بوجدور المحتلة، وذلك تزامنا مع ذكرى إعلان الجمهورية.
وقد فاجأت مجموعة المناضلات الصحراويات وهن: مينة أباعلي، الصالحة بوتنكيزة، ليلى الليلي، مريم دمبر وغللي عجنة؛ قوات الاحتلال المغربي التي تحاصر منزل أهل سيد إبراهيم خيا ببوجدور المحتلة بوقفة سلمية أمام المنزل المذكور تمكّنت خلالها المناضلات من ترديد شعارات ورفع الإعلام الوطنية إحياء لذكرى إعلان الجمهورية وتضامنا مع المناضلة سلطانة خيا وعائلتها.
وعبّرت المناضلات عن رفضهن وتنديدهن بكل ما تتعرّض له المدافعة عن حقوق الإنسان سلطانة خيا رئيسة الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات وعائلتها، حيث قامت قوات الاحتلال المغربي بمختلف تشكيلاتها بتدخل عنيف في حقهن، وتعرّضن لأبشع أنواع الضرب والتنكيل، ناهيك عن السب والشتم واستعمال الألفاظ النابية، وكذا التحرش الجنسي.
وقد تعرّض كذلك الناشط الحقوقي حسنا الدويهي، الذي كان متواجدا بالقرب من مكان التدخل، للضرب والتعنيف ممّا أدّى إلى إصابته على مستوى الوجه، من طرف المسمى عبد الحكيم عامر، الذي أشرف بنفسه على عملية ضرب وتعنيف المناضلات الصحراويات والتحرش الجنسي بهن، وسرقة هاتف كان بحوزتهن ثم بعد ذلك ترحيلهن باتجاه مدينة العيون المحتلة.
انتهاك القانون الدولي عبر التّقنيات الحديثة
في الأثناء، تنظّم مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية، التي تضم عدّة منظّمات، ندوة رقمية رفيعة المستوى، حول “استخدام التقنيات الحديثة وانتهاك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية” من قبل الاحتلال المغربي، وفق ما أفاد به بيان لممثلية جبهة البوليساريو بأوروبا والاتحاد الأوروبي.
ويشارك في هذه الندوة، حسب البيان، ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشراي البشير، وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، باندور ناليدي، ووزيرة العدل الناميبية، يون دوساب.
وسيتم خلال هذه الندوة، تنظيم محاضرات أكاديمية حول موضوع انتهاكات الاحتلال المغربي للقانون الدولي. ويشارك فيها أستاذ العلوم السياسية في جامعة سانفرانسيسكو الأمريكية، ستيفان زونس، وعن أكاديمية جنيف للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان يوليا موغوتوف.
جدير بالذكر، أن تنظيم هذه الندوة الهامة يأتي على هامش الدورة الـ 49 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي انطلقت يوم 28 فيفري، وتستمر إلى غاية الفاتح أفريل.
الأمم المتحدة مدعوّة لتحمّل مسؤولياتها
من ناحية ثانية، دعا ائتلاف جمعيات الجالية الصحراوية بفرنسا، الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها أمام القمع المتزايد الذي تقوم به سلطات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية، مناشدا الاتحاد الأوروبي إلى “ضم جهوده لجهود الاتحاد الإفريقي” من أجل إيجاد حل عادل وسلمي للنزاع الصحراوي.
كما طلب من “الحكومة الفرنسية بمناسبة رئاستها للاتحاد الأوروبي و كذا البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بضم جهودهم لمجهود الاتحاد الإفريقي بشكل فعّال وجدي من أجل تعزيز إيجاد حل عادل وسلمي ونهائي يقوم على احترام الشرعية الدولية، وعلى مبادئ تصفية الاستعمار وتقرير مصير الشعوب”.