وجّه رئيس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، نداء إلى الشعب الصحراوي لرفع التحدي وتصعيد الحرب التحريرية.
أكّد في خطابه بمناسبة الذّكرى الـ 46 لإعلان الجمهورية الصّحراوية، أنّ التحرير أمانة في عنق كل الصحراويات وكل الصّحراويّين، كواجب وطني مقدّس، يقتضي التحاق الجميع بميادين الفعل النضالي، وخاصة جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
وأكّد أنّ الدولة الصحراوية هي التجسيد الميداني الأبدي لإرادة الشّعب الصحراوي في الحرية والاستقلال والعيش الحر الكريم فوق ترابه الوطني. إنّها حقيقة وطنية، جهوية ودولية لا رجعة فيها، وعامل حاسم في ضمان السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف غالي في خطابه قائلا «نخلّد الذكرى السادسة والأربعين لقيام الدولة الصحراوية. وإنّنا لنستحضر بفخر واعتزاز تلك اللحظة التاريخية المتميزة حين أعلن شهيد الحرية والكرامة، مصطفى السيد الوالي، عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ليرفرف علمها خفاقاً بشموخ على ترابنا الوطني وبين دول العالم.
ولا شك أنّها مناسبة لنتوقّف وقفة ترحم وإجلال وتقدير على روح مفجر ثورة العشرين من ماي الخالدة، وجميع شهيدات وشهداء القضية الوطنية الذين ظلوا أوفياء للعهد، مناضلين مجاهدين، ولم يبدلوا تبديلاً، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
نعيد ونؤكّد من جديد بأنّ الدولة الصحراوية هي التجسيد الميداني الأبدي لإرادة الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال والعيش الحر الكريم فوق ترابه الوطني. إنّها حقيقة وطنية، جهوية ودولية لا رجعة فيها، وعامل حاسم في ضمان السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
الدولة الصحراوية اليوم قطعت خطوات جبارة، بالرغم من ظروف الغزو المغربي الهمجي وواقع الحرب واللجوء والشتات، على درب البناء المؤسساتي، على مختلف المستويات. والتجربة الصحراوية في مجالات مثل الإدارة والتعليم والصحة والمشاركة الفاعلة للمرأة، في ظروف استثنائية قاسية، تحظى بالتقدير والاهتمام في الساحة الدولية. الدولة الصحراوية اليوم، بهيئاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية، ترتبط بعلاقات جيدة مع الكثير من بلدان العالم، وتتبوّأ مكانتها كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي. الدولة الصحراوية تحترم التزاماتها الدولية وعلى مستوى المنظمة القارية، حيث تشارك بانتظام في مختلف الاجتماعات الدورية والطارئة، على مختلف المستويات، بما فيها شراكات الاتحاد مع الدول والهيئات والمنظمات الدولية».
وأضاف «منذ 13 نوفمبر 2020، على إثر نسف دولة الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي، دخلنا مرحلة جديدة من حربنا التحريرية، يميزها بشكل خاص استئناف الكفاح المسلح. ولا شك أنّ الجميع يدرك أن الأمر يتطلّب نقلة نوعية وشاملة، في الذهنيات والممارسات. وإنّنا لنجدّد الإشادة بالهبة الشعبية العارمة والتجاوب السريع مع قرار العودة إلى الكفاح المسلح، وخاصة عبر تدفق المتطوعين، من الشباب خصوصاً، للالتحاق بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
وهي مناسبة لنتوجّه بتحية التقدير والإجلال إلى صناديد جيشنا المغوار، الذين برهنوا على روح الوطنية والإخلاص والاستعداد الدائم لكل ما تقتضيه معركتنا المصيرية، مشيدين في هذا السياق بالمشاركة الميدانية لقوة الدعم والاحتياط، كتجسيد لأسمى معاني حرب التحرير، تضمنها الجماهير».
واستطرد «في مثل هذه المناسبة التاريخية، لا يفوتنا كذلك أن نرفع تحية التقدير والعرفان وآيات الشكر والامتنان لكل الأشقاء والأصدقاء والحلفاء، الذين وقفوا ويقفون إلى جانب الجمهورية الصحراوية وشعبها في مسيرة استكمال السيادة الوطنية. ولا يمكننا إلا أن نبدأ بالجزائر الشقيقة، مفخرة الثّورات والشّعوب، نصيرة الشّرعية والعدالة والسلام. التحية موصولة إلى جنوب إفريقيا، بلد الحرية، بلد نلسون مانديلا والكفاح ضد الأبارتايد، ومن خلالها إلى كل شعوب القارة الإفريقية التي احتضنت قضيتنا الوطنية، واستقبلت الدولة الصحراوية في منظمتها القارية.
ومع مرور ستة وأربعين عاماً، يحق للشعب الصحراوي أن يفخر ويعتز أيما اعتزاز بما حققه من إنجازات ومكاسب جديرة بكل تقدير واعتبار. هذه ثمار جهد وطني مخلص وصادق، صنع بالدم والعرق والدموع والمعاناة، وشاركت فيه أنت أيّها المقاتل البطل المغوار، وأنتِ أيّتها المواطنة المثابرة الصبورة، وأنت أيّها الشيخ الحكيم الموقر، وأنت أيها الشباب الطموح المتحمّس».