اعتبر الدكتور رابح زاوي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، أنّ الأزمة في أوكرانيا تصيغ صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، لافتاً إلى أنّها ثمرة الوعود الكاذبة من واشنطن وحلف شمال الأطلسي «الناتو» بشأن توسع الحلف شرقا.
قال الدكتور رابح زاوي، إنّ الحرب التي تقودها روسيا ضد أوكرانيا تحمل دلالات عديدة، لعل أهمها التوقيت الذي تمّ اختياره للهجوم، وهو توقيت دقيق جدا حيث جاء مع التراجع الرهيب الذي يعرفه الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة، خاصة مع تراجع فرنسا وكذا الانسحاب البريطاني من الاتحاد، وهي كلها وضعيات عقدت جدا من تبني سياسة أوروبية موحدة تجاه التهديدات التي باتت تعرفها القارة الأوروبية. ومن جهة أخرى، نحن نتحدث عن عجز الاتحاد الأوروبي عن تبني سياسة أمنية موحدة تمكنها من تعميم تجربتها الناجحة في الجانب الاقتصادي، وهذا الضعف جعل دول أوروبا الشرقية والتي كانت تنتمي للاتحاد السوفيتي سابقا تعاني من ضعف اقتصادي وهشاشة أمنية واضحة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في اتصال مع «الشعب»، أن الدلالة الأخرى المهمة، لها علاقة بحالة روسيا على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي وحتى الأمني، فنحن هنا نتحدث عن دولة عرفت نموا اقتصاديا كبيرا السنوات الماضية، وكذا قوة دبلوماسية لها رؤيتها وتصورها لدورها في المجال الجيوسياسي الذي تنتمي اليه. وبالتالي من الطبيعي جدا أن يكون لها ردة فعل تجاه أي تحرك قد يقوض مصالحها أو من شأنه التأثير على مجالها وعمقها الإستراتيجي.
من جانب آخر، أوضح المتحدّث أنّ الوضعية الحالية للتدخل الروسي في أوكرانيا تحيل إلى نقطة هامة هي طريقة تعامل القيادة الأوكرانية مع الوضع، حيث ومن خلال خطابات الرئيس الأوكراني يظهر أنه تلقى ضمانات من بعض الدول للوقوف إلى جانب أوكرانيا إذا حدث تدخل روسي، وأكد هذا في خطابه الذي أشار إلى أنه تحدث مع أكثر من 27 قائدا أوروبيا حول وضعية بلاده تجاه حلف شمال الأطلسي، وتلقى جوابا بالنفي وهو ما جعله وحيدا في مواجهة هجوم عسكري قوي جدا، وبالتالي فإنّ أوكرانيا تدفع ثمن وعود كاذبة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي بشأن إمكانية توسيع الحلف باتجاه شرق أوروبا.