أمام تفاقم السّخط الاجتماعي

تحذيــر مـن انفجـار وشيـك في المغرب

يعيش المغرب على وقع التضخم، الذي بدأ يؤثر على أسعار الوقود والمنتجات الغذائية، كما يواجه فترة غير مسبوقة من الجفاف الشديد الذي ينعكس بالفعل على الإنتاج الزراعي، في بلد يعمل فيه أكثر من 40 بالمائة من السكان النشطين، ناهيك عن نقص النشاط الفعلي للسياحة منذ ما يقرب من عامين، وتلك واحدة من بين التداعيات الاقتصادية الأخرى للجائحة، التي تضرب المجتمع المغربي بلا رحمة.
ودفع الانزعاج من تدهور الظروف المعيشية العديد من المغاربة للتعبير عن استيائهم في الشوارع، كما حدث الأسبوع الماضي في الدار البيضاء وطنجة والرباط ومدن أخرى كثيرة.

سرقة في الأسواق

على الرغم من أنه بعيد عن التركيز الإعلامي الذي تتمتع به المدن الكبرى، إلا أن الأزمة تؤثر أيضًا على الحياة اليومية في الهامش المغربي، حيث يعيش غالبية السكان المغاربة.
وانتشرت يوم الأحد الماضي صور لمواطنين يسرقون فواكه وخضروات في سوق «الأحد أولاد جلول» في مدينة القنيطرة الساحلية الواقعة على بعد 35 كيلومترا من الرباط، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المواطنين المغاربة.
ودقت المشاهد ناقوس الخطر، في البلاد، إذ أن الذاكرة الإقليمية الجماعية، لازالت تتذكر محمد البوعزيزي، البائع المتجول الشاب للفواكه والخضروات من بلدة سيدي بوزيد التونسية، والذي أشعل بحادثة إضرام النار في جسده فتيل «ثورة الياسمين» في ديسمبر 2010.
ومن جانبها، فإن حكومة الملياردير عزيز أخنوش، ربطت غلاء تكلفة المعيشة، بما يعيشه المغرب من «مناخ سياسي جديد بفعل دينامية التنموية ومخرجات المسار الانتخابي الطويل» على حد ادعائه.

 حكومة «الله غالب»

وإدراكًا للمخاطر التي قد يثيرها الاستياء في احتجاجات أكبر، وقبل أسابيع قليلة من بداية شهر رمضان المبارك، وهو ما يعني بالضرورة نفقات مالية كبيرة للأسر المغربية؛ أعلن الملك محمد السادس بنفسه الأسبوع الماضي عن خطة مفاجئة للتعامل مع عواقب الجفاف في البلاد، عبر مساعدة مالية تبلغ قيمتها نحو مليار دولار.
كما أعلنت وزارة الاقتصاد عن  تخصيص 350 مليون دولار لدعم أسعار الدقيق.
وقبل يومين، خرجت الأغلبية الحكومية، في ندوة صحفية، مدفوعةً بالأزمة الحالية التي تعيشها البلاد. وخلال تلك الندوة، اعترف عزيز أخنوش؛ رئيس الحكومة؛ بصعوبة الظرف العالمي وتأثيره على الأسعار وطنيا ودوليا، مضيفًا «الغالب الله.. نتمنى سقوط الأمطار»!.
وأثار تصريح رئيس الحكومة، استفزاز المواطنين، الذين عبروا عن سخطهم من ما سموها «حكومة الله غالب».
وكتب أحد المدونين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «بعد خروج الشعب في أغلب المدن المغربية للاحتجاج ضد غلاء الأسعار والاحتكار، كان الرد رئيس الحكومة أخنوش الله غالب».
وتساءل قائلًا، «أين حكومة الكفاءات، أين الحلول للخروج من هذه الأزمة، أين الوعود وبرامج الحزب الحاكم.. الحكومة التي لا تجد الحلول عليها تقديم الاستقالة والاعتذار للشعب المغربي».
وأشار إلى أن «مضمون الخطاب التواصلي للحكومة حول أزمة الأسعار يؤدي مفعولا عكسيا، وربما كان الصمت (على خطورته) أرحم من هذا الخطاب».
وخلص الباحث إلى أن «طريقة تواصل الحكومة تشعر الناس أنها ليست معهم، أنها من خلاهم، أنها ماضية في برامجها الخاصة مهما علت أصواتهم وصرخاتهم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024