أكد خبيران في السياسة الدولية، أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية استفزت روسيا لخوض حربها ضد أوكرانيا في الوقت الذي تخلت فيه عن الأخيرة.
في تعليقه على الأزمة، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن روسيا كان لديها مخاوف مما أسمته تمدد حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والتوسع من خلال ضمّ أوكرانيا إلى الحلف، خاصة أنه سبق وأن ضمّ كل دول الاتحاد السوفيتي الأسبق إليه إلا أوكرانيا، ما جعل روسيا طيلة الوقت حذرة مع هذا التوسّع.
وأضاف حجازي، أن أوكرانيا ساهمت في استفزاز الموقف الروسي، مع أن الجميع كان معارضاً لانضمام أوكرانيا للناتو واقتراب الأسلحة الغربية مع حدودها، بما يشكل مشكلات أمنية، بشكل كبير للقيادة الروسية.
ويرى حجازي أن مجلس الأمن لم يجتمع قبل الأزمة لاحتواء الأزمة قبل وقوعها، ولم يتجوّل السكرتير العام للأمم المتحدة بين العواصم المختلفة للحيلولة دون وقوع الهجوم في الوقت الذي تقاعست فيه الولايات المتحدة الأمريكية في التدخل لعدم تعرض أوكرانيا للحرب.
من جانبه، قال نبيل نجم، السفير العراقي الأسبق بالقاهرة، إن أمريكا وحلف الناتو ورطوا دولة أوكرانيا بشكل مباشر في دخول معركة مع روسيا، في وقت لا تستطيع فيه الدفاع عن نفسها ولا الحلف يستطيع دفع العدوان عنها.
وفي تحليله للأزمة، يعتقد نجم، أن روسيا كان لديها مخاوف شديدة من خطة حلف الناتو في جعل أوكرانيا شوكة في ظهرها، مما ولد لدى الأخيرة هواجس أمنية، في الوقت الذي طلبت فيه موسكو ضمانات أمنية بينما لم تلب أوكرانيا ذلك، ما استدعى روسيا للقيام بعملية عسكرية ضدها.
وشدّد نجم على أن «دول أوروبا مجتمعة ومعها أمريكا لا تستطيع بأي حال من الأحوال إرسال جنود أو مهاجمة روسيا بشكل مباشر، وذلك لأن روسيا ستحيل الأمر إلى معركة لا قبل لهم بها، وهم في غنى عنها بعد أن دفعوا بأوكرانيا لتحقيق مصالحهم دون تحديد خطورة ورد فعل الدب الروسي الشرس غير القابل للترويض»، حسب قوله.