اتّخذت الولايات المتحدة موقف الانتظار والترقب، حيال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال منطقتين في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أنّ المسار الدبلوماسي ممكن طالما أنّ الدبابات الروسية لم تتحرك بعد، في وقت أبدت موسكو استعدادها لعقد مفاوضات مع بلينكن، بينما دعت الدول الغربية لدورة طارئة لمجلس الأمن، وفرضت، مساء أمس الثلاثاء، عقوبات على روسيا.
دعا الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى اجتماع طارئ، للبحث في القرار الروسي الاعتراف باستقلال منطقتين في شرق أوكرانيا، كما أفاد دبلوماسيون. ومن بين الدول التي أطلقت الدعوة استنادًا إلى رسالة بعثت بها أوكرانيا للأمم المتحدة، «الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا وألبانيا».
والأمر متروك لروسيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس منذ بداية فيفري، لتحديد موعد الاجتماع رسميًا، فيما كشفت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات جديدة على موسكو.
واعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستقلال منطقتين في شرق أوكرانيا، وذلك خلال خطاب بثه التلفزيون الرسمي، بالرغم من تحذيرات الغرب من أن تلك الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة. وقال بوتين: «أعتقد أنه من الضروري اتخاذ قرار تأخر كثيرًا، بالاعتراف فورًا باستقلال وسيادة كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية»، قبل أن يبث التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيعه في الكرملين مع زعيمي المنطقتين على اتفاقات للتعاون المشترك. وقوبلت الخطوة الروسية بردود فعل غاضبة في أوروبا والولايات المتحدة، إذ ندد الاتحاد الأوروبي باعتراف بوتين باستقلال المنطقتين في أوكرانيا موضحا عزمه إعلان حزمة عقوبات على كيانات وأفراد روس.
السّلام ما زال ممكنا
فيما أكّدت روسيا، أمس الثلاثاء، أنّها لا تزال «مستعدّة» لعقد مفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في جنيف، غدا الخميس.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليقات نُشرت على منصة يوتيوب: «حتى في اللحظات الأكثر صعوبةً نقول: نحن مستعدّون لآلية مفاوضات، لذلك موقفنا بقي نفسه لا نزال نؤيد سلوك المسار الدبلوماسي».
ويتضمّن المرسومان اللذان وقعهما بوتين، توجيه وزارة الدفاع الروسية بأن «تتولى القوات المسلحة الروسية مهمة حفظ السلام على أراضي الجمهوريتين الشعبيتين» دونيتسك ولوغانسك. كما وجّه بوتين في المرسومين وزارة الخارجية الروسية بـ «إجراء محادثات» مع كل من سلطات دونيتسك ولوغانسك حول «إقامة علاقات دبلوماسية» مع الجمهوريتين، و»تسجيل الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها بهذا الشأن في وثائق مناسبة».