عاد خليفة حفتر إلى قيادة الجيش الليبي، بعد أكثر من شهر من فشل البلاد في إجراء الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها و»تخلى» بمقتضاها عن منصبه تنفيذاً للقوانين الانتخابية. ووفق وسائل إعلام محلية، سيعود حفتر لمنصبه كقائد عام للجيش الليبي، في حين سيعود عبد الرزاق الناظوري لرئاسة الأركان العامة.
يذكر أن حفتر كان تخلى عن قيادة الجيش الليبي في سبتمبر الماضي، وكلّف عبد الرزاق الناظوري بتولي مهامه، وذلك تنفيذاً للمادة 12 من شروط الترشح للرئاسيات الواردة في قانون انتخابات الرئيس الصادر عن البرلمان.
وتنصّ المادة على «حق كل مواطن سواء كان مدنياً أو عسكرياً في الترشح شرط أن يكون متوقفاً عن ممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر، مع إمكانية عودته إلى عمله السابق في حال لم يتم انتخابه».
ويشار إلى أن عودة حفتر إلى منصبه مؤشر على أن الانتخابات الليبية، التي فشلت بسبب خلافات قانونية وتوترات سياسية وأمنية، قد لا تجرى في مدة زمنية قصيرة مثلما تدفع الأمم المتحدة لذلك.
الحكومة والسلطة
وتوقفت الاستعدادات والترتيبات للعملية الانتخابية في ليبيا منذ ديسمبر الماضي، وتحوّل الصراع بين الأطراف الليبية من الانتخابات إلى الحكومة والسلطة، حيث يدفع البرلمان باتجاه تعيين حكومة جديدة بحلول الأسبوع المقبل، وقد بدأ فعلاً في استقبال طلبات الترشح لرئاستها.
غير أن هذه الخطوة مرفوضة من رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة الذي يتمسّك بمنصبه ويرفض تسليم السلطة إلا بعد تنظيم انتخابات، في حين تدعو الأمم المتحدة إلى ضرورة تركيز الجهود في إجراء الانتخابات وجعلها أولوية، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الوضع إلى تأجيج التوترات وتعزيز الانقسام في ليبيا.
تفعيل الدور الأفريقي
شدّد وزير الشؤون الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، على أهمية تفعيل الدور الأفريقي في إسناد الجهود الدولية الرامية إلى تحسين الوضع السياسي في ليبيا وضمان أمنه واستقراره ووحدته.
جاء ذلك على هامش عقده جلسة عمل مع وزير خارجية الكونغو برازافيل، جون كلود كغاسو، خلال مشاركتهما في الدورة الأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي الأربعاء والخميس.
وباعتبار ترؤس جمهورية الكونغو لمجموعة الاتصال للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، أطلع كغاسو الجرندي على «الجهود المبذولة والمساعي القائمة من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين»، مؤكدًا أهمية دور الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى حل دائم للأزمة الليبية، وفق ما نقلت وزارة الخارجية التونسية.