مع دخول المفاوضات النووية مراحلها الأخيرة، عاد المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، السبت إلى واشنطن من أجل أخذ الرد السياسي الحاسم والعودة به بعد أيام إلى طاولة فيينا، في حين جدّدت طهران تمسكها بشروطها.
أكد مسؤولون أميركيون مطلعون على كواليس ما جرى في العاصمة المساوية، أن المباحثات دخلت «مرحلتها النهائية»، حيث عاد المفاوضون إلى عواصمهم لتلقي التوجيهات السياسية بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها في الأيام المقبلة.
كما أوضحوا أن الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان سيتم إحياء الاتفاق النووي، أو أن محادثات فيينا ستنهار تماماً.
إلى ذلك، أعرب مسؤول أميركي مطلع على الملف عن شعور الغرب «بالإلحاح لضيق الوقت»، مضيفاً «وصلنا إلى مرحلة نهائية، وبتنا في حاجة إلى قرارات سياسية بشأن أصعب القضايا».
رفع العقوبات والضمانات
من جهتها، جدّدت طهران مواقفها وشروطها، مؤكدة التمسّك بمسألة رفع العقوبات وتوفير الضمانات.
فقد شدّد الرئيس الإيرني، إبراهيم رئيسي، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة رفع الحظر وتوفير ضمانات في المباحثات النووية.
كما طالب بأن يبذل «الطرف المقابل» جهودا للتوصل للاتفاق، قائلاً «إن بلاده عازمة على التوصل لاتفاق مستدام».
يذكر أن العديد من الدبلوماسيين الغربيين، لاسيما الأوروبيون المشاركون في المفاوضات التي انطلقت بجولتها الثامنة في ديسمبر الماضي، كانوا حذروا من أن الوقت ينفد أمام إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب معيدة فرض العديد من العقوبات على السلطات الإيرانية.
كما أشاروا إلى أن منتصف شهر فيفري قد يكون الموعد النهائي لمحاولة إحياء الاتفاق الذي قيّد البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عن طهران.
كذلك أكدت الخارجية الأميركية قبل يومين، أن المحادثات وصلت إلى المراحل الأخيرة.
يشار إلى أن مسألة العقوبات والضمانات من أبرز العقبات التي حالت حتى الساعة من التوصّل لتوافق بين المجتمعين في العاصمة النمساوية، على مدى الجولات الثماني السابقة التي انطلقت في أفريل العام الماضي (2021)، وتوقفت في جويلية، قبل أن تستأنف بعد أشهر على انتخاب الرئيس الإيراني الجديد.