أعلنت الأمم المتحدة أن 15 مليون شخص في منطقة الساحل الأفريقي يحتاجون إلى مساعدة عاجلة، بسبب الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة التي تعاني من عدم الاستقرار وتداعيات جائحة «كورونا».
قال وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إن قرابة 15 مليون شخص في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو «بحاجة إلى المساعدة».
وأوضح أن العدد زاد بأربعة ملايين منذ جانفي 2021، وهي الزيادة التي وصفها بأنها «غير اعتيادية» لأنها حدثت خلال عام واحد فقط.
غريفيثس كان يتحدث خلال اجتماع لمسؤولين رفيعي المستوى، عقد نهاية الأسبوع، بشأن الحالة الإنسانية في منطقة الساحل الأوسط في أفريقيا.
وقال غريفيثس إن زيارته الأخير لنيجيريا «أتاحت له الفرصة ليشهد بنفسه بعض الصعوبات التي يتحملها الناس ممن تضرروا من أزمة حوض بحيرة تشاد في شمال شرق البلاد».
وأعرب عن أمله في أن «يتمكن من زيارة مالي والنيجر في الأشهر المقبلة للقاء الأشخاص المتضررين هناك أيضا».
وقال المسؤول الأممي إن «التقاء الصراع وتغير المناخ وزيادة عدم الاستقرار السياسي ونقص فرص التنمية المستدامة والفقر، دفع الملايين إلى ظروف يائسة بشكل متزايد».
تضاعف الهجمات الإرهابية
وأضاف: «زادت الهجمات الإرهابية بمعدل ثمانية أضعاف في منطقة الساحل الأوسط بين عامي 2015 و2021، كما زاد عدد القتلى بأكثر من عشرة أضعاف. والنتيجة هي نزوح أكثر من مليوني شخص، بما في ذلك نصف مليون نازح داخليا العام الماضي وحده».
ويؤدي انعدام الأمن والهجمات إلى تعطيل الخدمات الاجتماعية الأساسية المتردية أصلا، فقد تم إغلاق أو توقف أكثر من 5000 مدرسة، مما يعرض مستقبل مئات الآلاف من الأطفال للخطر، بحسب المسؤول الأممي.
وقال إن العديد من المراكز الصحية لا تعمل، وأدى النزوح وانعدام الأمن المتزايد إلى تعطيل الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، وبطبيعة الحال، تعرضت سبل عيش ملايين العائلات للخطر.
وأضاف أن عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد تضاعف ثلاث مرات في مالي، وتضاعف في النيجر مقارنة بشهر نوفمبر 2020، وخلال موسم العجاف، من المتوقع أن يتأثر أكثر من ثمانية ملايين.
وقال المسؤول الأممي إن العاملين في المجال الإنساني يواجهون «صعوبات متزايدة في سبيل الاستجابة للأزمة»، مشيرًا إلى أن منطقة الساحل» تعد من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة»، وقال إن «ثلث جميع عمليات اختطاف عمال الإغاثة في العالم في عام 2020 وقعت في مالي والنيجر وبوركينا فاسو».
وقال، إن المنظمات الإنسانية وصلت إلى أكثر من سبعة ملايين شخص في المنطقة في عام 2021 وجمعت 700 مليون دولار من التمويل من الدول الأعضاء السخية للغاية ومن بينها الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى إطلاقه مبلغ 54.5 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ في عام 2021 لبوركينا فاسو ومالي والنيجر، بغرض المساعدة في سد فجوة التمويل هذه.