وسط دعوات لتفعيل مخطط التسوية في الصحراء الغربية

دي ميستورا ينهي جولته الأولى إلى المنطقة

 

بالرغم من أن تصريحات المسؤولين الصحراويين حول زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا إلى المنطقة لم تفرط في التفاؤل بإمكانية تحقيق اختراق يفضي إلى حلّ  عادل ونزيه للقضية الصحراوية، إلاّ أن الأمل ظلّ يسكن الأفئدة بإمكانية أن تحدث المعجزة ويتغيّر التعاطي الأممي مع آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا، ليتمّ وضع قطار العملية السياسية على سكّته الصحيحة وتستأنف المفاوضات تحت عنوان واحد، هو استفتاء تقرير المصير الذي يتضمّن ثلاثة خيارات، الضمّ والاستقلال  والحكم الذاتي، هذا الأخير الذي يصرّ المغرب على فرضه كخيار وحيد و يلزم الصحراويين بقبوله خارج إرادتهم التي ظلّت متمسّكة بالاستقلال التام.

جولة دي ميستورا التي اعتبرها كثيرون مجرّد زيارة للإحاطة بجوانب القضية وتطوّراتها، تكتسي في الواقع أهمّية كبيرة لأنها تفرض على الأمم المتحدة وقف انتهاج سياسة النعامة، وتدفعها لتحمّل مسؤولياتها والانخراط في عملية التسوية التي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وليس لشروط طرف واحد يريد أن يرسّخ الاحتلال، والمؤّكّد أن الجولة الأولى سمحت للمبعوث الأممي بأن يكوّن فكرة عن خريطة الطريق المرتقب أن يدشّن بها مهمّته التي لا يريد أحد أن تكرّر التجارب الفاشلة للمبعوثين السابقين، ويكفي كنقطة إيجابية لزيارة دي ميستورا، أنه توقّف في مخيّمات اللاجئين على المعاناة التي يواجهها الصحراويون، كما تأكّد من أكاذيب الاحتلال المغربي الذي زعم بأن الجيش الصحراوي يجنّد أطفالا، فالمبعوث الأممي لم يسجّل وجود أي طفل صحراوي مسلّح أو مجنّد.
 لا حلّ خارج الاستفتاء
 وقد اختتم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، الخميس جولته الأولى للمنطقة منذ تعيينه في أكتوبر الماضي، على خلفية تأكيد جبهة البوليساريو لموقفها المؤيد لحل سياسي يقوم على استفتاء لتقرير المصير.
وبعد أن بدأ رحلته من المغرب، أحد طرفي النزاع، في 13 جانفي الجاري، توجه الدبلوماسي الإيطالي-السويدي، الذي تتمثل مهمته الرئيسية في إعادة اطلاق المسار السياسي في الصحراء الغربية، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، في 15 و 16 من نفس الشهر، حيث التقى بالعديد من مسؤولي جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.
وأشار المسؤولون الصحراويون الذين التقى بهم المبعوث الأممي و في مقدمتهم  الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي ،  إلى تمسكهم بـ «الاستقلال الوطني الكامل»، مؤكدين أن «الاستفتاء يظل حلا وسطا مقبولا».
وبعد المغرب و مخيمات اللاجئين، حلّ الدبلوماسي الإيطالي - السويدي، يوم الاثنين الماضي، بموريتانيا، قبل أن يختتم  جولته بزيارة الجزائر بصفتها البلد الجار المراقب  
ويتحادث مع المسؤول المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني.
مفاوضات مباشرة دون شروط
خلال المحادثات «جدد الوفد الجزائري التأكيد على الموقف المبدئي للجزائر سواء فيما يتعلق بالمسألة الجوهرية أو جوانبها المتعلقة بالشكل، مع التركيز أساسا على ضرورة مباشرة، فور توفر الظروف المواتية لذلك، مفاوضات مباشرة وعن حسن نية وبدون شروط مسبقة بين طرفي النزاع (جبهة البوليساريو و المغرب)، كما تمت الإشارة إليهما في لوائح مجلس الأمن الدولي، وكما دعا إليه رؤساء دول و حكومات مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي في 9 مارس 2021 عندما دعوا المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى مباشرة مفاوضات مباشرة
وصريحة دون أي شرط مسبق وفقا للمادة الرابعة من الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي».
إعادة اطلاق مخطّط التسوية لـ
1991
وركز بلاني من جهة أخرى على الضرورة الملحة لممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير مهما كانت المسارات المعتمدة، وشدّد الوفد الجزائري على أهمية تفعيل و إعادة اطلاق مخطط التسوية المشترك لـ1991 (الأمم المتحدة - منظمة الوحدة الافريقية)، باعتباره الاتفاق الوحيد الذي قبله طرفا النزاع والذي صادق عليه مجلس الأمن مرتين. بدوره قدم المبعوث الخاص الأممي «بصفة عامة معالم عهدته الرامية إلى بعث المسار السياسي الذي يعرف حالة انسداد بسبب تعنّت الطرف المغربي الذي ما فتئ يضاعف العراقيل والشروط التعجيزية لاستمرار سياسة الأمر الواقع الاستعمارية».
لقاء وزير خارجية إسبانيا
وبعد مغادرة المنطقة، توجه دي ميستورا إلى إسبانيا،والتقى أمس في مدريد بوزير شؤون خارجية إسبانيا  خوسيه مانويل ألباريس وبحثا تطورات القضية الصحراوية من منطلق المسؤولية التاريخية التي تضطلع بها اسبانيا كونها المستعمر القديم للصحراء الغربية والقوة المديرة للاقليم المحتل.
وكان وزير شؤون خارجية إسبانيا  بحث  الأسبوع الماضي المسالة الصحراوية خلال أول لقاء له مع وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكين، في واشنطن.
وشدد الوزير على ضرورة إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية، وصرح للصحافة أنه سيلتقي ستافان دي ميستورا في مدريد الجمعة، بعد جولة هذا الأخير في المنطقة.
من رأى ليس كمن سمع
زيارة دي ميستورا إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، سمحت له بكشف سياسة الدعاية المغربية، القائمة على أكاذيب صريحة حول وضع اللاجئين الصحراويين.
وفي حديثه الاثنين خلال ندوته الصحفية اليومية التي نشطها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، نفى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريتش، بشكل قاطع المعلومات الكاذبة التي نقلتها وسائل إعلام مغربية بشأن وجود مزعوم لجنود أطفال خلال زيارة المبعوث الشخصي للصحراء الغربية إلى مخيمات تيندوف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024