بسبب مقاربته الدبلوماسية العدوانية

فورين بوليسي: المغرب يتوجّه نحو العزلة والعداء

 كشف تحليل نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أنّ المغرب يواجه اليوم خطر الانزلاق نحو «العزلة والعداء» بسبب مقاربته الدبلوماسية العدوانية في ضوء التوترات مع حلفائه التقليديين وكذا الصراع في الصحراء الغربية الذي بات يهدد بتقويض الاستقرار في المنطقة.

تحت عنوان «مستنقع المغرب الدبلوماسي» نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، مقالا أكدت فيه أنه مع التوترات القائمة مع حلفائه وتصاعد العنف في الصحراء الغربية «يواجه المغرب خطر الانزلاق نحو العزلة والعداء»، مضيفة أنّه بانتهاجه «دبلوماسية عدوانية فإنّ المغرب لا يفعل الكثير من أجل درء المنطقة من مستقبل قاتم من الصراع وعدم الاستقرار».

وأشارت كاتبة المقال وهي مغربية، إلى أنّه على مدار العام الماضي رسمت «صورة مقلقة» عن تراجع الدبلوماسية المغربية، بشكل ترك البلد في عزلة دبلوماسية حتى بين الحلفاء التقليديين. واستشهدت، بأنّ المغرب قرر، في مارس 2021، تعليق الاتصالات مع ألمانيا بسبب ما وصفه سلسلة من «الخلافات العميقة» غير أنّ السبب الجلي راجع إلى موقف برلين المؤيد لتقرير مصير الشعب الصحراوي، بينما ذهبت السلطات المغربية، في ماي 2021، إلى استدعاء سفيرها من إسبانيا وخففت من قيود مراقبة الحدود مع مدينة سبتة الاسبانية، ممّا أدى لتدفق آلاف من المهاجرين المغربيين منهم عدد من القاصرين، وأدت أزمة المهاجرين غير الشرعيين هذه، إلى تمرير البرلمان الأوروبي قرارا اتهم فيه المغرب بخرق ميثاق الأمم المتحدة حول حقوق الطفل.

تدهور السلك الدبلوماسي 

وفي نفس التحليل، عادت الكاتبة إلى قضية برنامج التجسس «بيغاسوس» الذي يستخدمه عملاء المخابرات المغربية لاختراق هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من المسؤولين والصحفيين الفرنسيين، وأكد المقال أنّ كل هذه التطورات تؤكد على «تدهور السلك الدبلوماسي المغربي لا سيما بعد تعيين ناصر بوريطة وزيرا للخارجية في عام 2017، حيث شهدت الدبلوماسية المغربية تراجعا في فترته وعزلة عن الجيران والحلفاء».

واستشهدت، في هذا المقام، بما قاله دبلوماسي مغربي سابق أنّ «هناك إجماع عام بين الدبلوماسيين (المغاربة) السابقين والحاليين على أنّ الدبلوماسية المغربية وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الاستقلال» ووصف الأخير الدبلوماسية المغربية الحالية بكلمتين: «المتقلبة والمتوسطة». 

أمريكا لم تقدّم شيئا للمغرب

وفيما يخص العلاقات بين الرباط وواشنطن، خلصت الصحافية المغربية إلى القول بأنّ «إجماع الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع بشأن المغرب قد ابتعد عن الدعم الثابت له»، وأشارت الصحافية سامية ارزاقي، إلى أنّه خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، لم يعقد أيّ لقاء رسمي مع الملك محمد السادس، غير أنّه وبعد ذلك، في الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، أصدر إعلانا يعترف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني، وهي الخطوة التي أثارت على الفور إدانة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في واشنطن. فقد كان السيناتور الجمهوري جيم إنهوف والسيناتور الديمقراطي باتريك ليهي في طليعة الحملة المنددة بقرار ترامب والذي لازالت مستمرة داخل إدارة جو بايدن. وإذ كتب كل من اينهوف وليهي خطابا من مجلس الشيوخ، في فيفري 2021، إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يحثانه فيه على إلغاء قرار سلفه.

وتنعكس أيضا تدهور الروابط بين المغرب والولايات المتحدة، فيما تضمنه قانون تفويض الدفاع الوطني الذي ينص بشكل خاص على الحد من المساعدات والتمويل العسكري الممنوح للمغرب إذا لم تلتزم المملكة «بالسعي» لحل سياسي مقبول للطرفي النزاع في الصحراء الغربية «.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024