كشف رئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى، رياض الأشقر، أنّ عام 2021 شهد تكثيفا واضحا وتصاعدا في عمليات الاعتقال بحق الشعب الفلسطيني، حيث شكّلت النسبة المسجلة هذا العام والمقدرة بـ 8 آلاف حالة اعتقال مست جميع أطياف المجتمع ارتفاعا ملحوظا مقارنة بعام 2020 بنسبة 70 بالمائة ، وهو ما يؤكّد أن الاحتلال صعّد بكافة مؤسساته الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية خلال العام 2021 من عدوانه ضد الأسرى، واستهدافهم بالقرارات التعسفية وأشكال الانتهاك والتضييق بهدف إخضاعهم وتخويفهم وإرغامهم على التسليم بشرعيه الاحتلال.
أكّد رياض الأشقر، أنّ الاحتلال يستخدم حملات الاعتقال كسلاح وأداة من أدوات القمع التي يحارب بها الوجود الفلسطيني بهدف إخضاعه وتخويفه وإرغامه على التسليم بشرعية الاحتلال، وكذلك وسيلة من وسائل العقاب الجماعي لاستنزاف طاقاته وإضعاف مقاومته.
وأضاف رئيس مركز فلسطين لدراسات الأسرى في اتصال مع «الشعب»، أن الاحتلال صعّد بكافة مؤسساته الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية خلال العام 2021 من عدوانه ضد الأسرى واستهدافهم بالقرارات التعسفية وأشكال الانتهاك والتضييق، وتميز هذا العام بتنفيذ هجمة قمع شرسة بحق الأسرى انتقاماً من تمكن 6 أسرى في سبتمبر من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع المحصن، كذلك الاعتداء على الأسيرات وأسرى سجن نفحه.
وأوضح ذات المتحدث، أن حالات الاعتقال بين الأطفال القاصرين ما دون الثامنة عشر بلغت 1266 حالة اعتقال، منهم 142 طفل لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشر، بينما بلغت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات 178 حالة، بينهن جريحات وقاصرات ومسنات، وأمهات وشقيقات أسرى وشهداء وجامعيات وصحفيات.
انتهاكات متعدّدة
هذا وقال الباحث في شؤون الأسرى، إن من بين حالات الاعتقال، 1750 حالة اعتقال استهدفت الأسرى المحررين، أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى، بعضهم اعتقل 3 مرات في نفس العام، و12)حالة اعتقال طالت الأكاديميين والمحاضرين في الجامعات، كذلك اعتقل الاحتلال (7) نواب من المجلس التشريعي الفلسطيني وجميعهم كانوا أسرى سابقين في سجون الاحتلال.
وأشار الأشقر، إلى أن الاحتلال صعّد بشكل كبير خلال العام 2021 من إصدار أوامر الاعتقال الإداري بحق الأسرى، حيث أصدر 1600 قرار إداري ما بين جديد وتجديد طالت النساء والأطفال ونواب المجلس التشريعي، وهو ما يشكل ارتفاعا بنسبة 65 بالمائة عن العام الذي سبقه، والذي شهد 1100 قرار إدارى.
ارتفاع عدد الشّهداء إلى 227
كما أفصح الأشقر، أن عدد الشهداء في سجون الاحتلال ارتفع إلى 227 شهيد بارتقاء الشهيد الأسير سامي عابد العمور، 39 عاماً، من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والذي تعرض لعملية قتل ممنهجة بالمماطلة الواضحة في تقديم رعاية طبية له أو الإسراع في نقله للمستشفى للعلاج، الأمر الذي أدى الى استشهاده بعد 13 عاما على اعتقاله.
إلى جانب ذلك، ارتفعت أعداد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى 547 أسير، فيما صعدت سلطات الاحتلال كذلك خلال العام 2021 من ملاحقتها للفلسطينيين بسبب آرائهم ونشاطهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا «الفيسبوك»، وخاصة خلال العدوان على قطاع غزة في شهر ماي، حيث اعتقلت في هذا السياق قرابة 390 فلسطيني، ووجّهت لهم تهمة التحريض.