لم يعد يفصل الليبيين عن موعد الاستحقاق الانتخابي المقرّر في 24 ديسمبر المقبل سوى أقل من خمسة أسابيع، فيما بدأ السباق الحقيقي نحو الظفر بالمنصب الذي ينتظر أول رئيس منتخب بعد الوضع الأمني الصعب الذي عصب بليبيا. في ظل تنافس شديد بين المترشحين رغم أزمة الخلاف حول قانون التصويت.
قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، أنه لا يمكن اختيار الديمقراطية والانتخابات بشكل عام، لكي تكون ملائمة لأطراف دون آخرين. وأضاف، في كلمته الإفتاحية للاجتماع الدوري الثامن للحكومة، وفقا لما أوردته أنه «لا بُد من إقرار قواعدها وقوانينها وإجراءاتها بشكل سليم».
تطرَّق الدبيبة إلى ملف إقرار الدستور قائلًا، «ليس لدينا دستور، ولا بُد أن نسعى إليه، لكن لا يعني أن نبدل به القوانين الحالية، لكن الهدف هو استحداث ديمقراطية من خلال دستور دائم». مؤكدا أنه بكل الأمانة لن نعود إلى الخلف والحروب، والحكومة لا تريد الرجعة إلى الخلاف والتشتت والانقسام، وهذا الشعار الذي رفعناه وهو تاج على رأسنا.. بالانتخابات أو أي شكل لسنا مختلفين ولا يمكن أن نعود إلى المربع الأول، ومن يريده الشعب الليبي يختاره، وليس بالسلاح، وسنبقى على موقفنا مهما تعالت الأمواج».
العملية تشهد تقدّما
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أنها تواصل دعم السلطات الليبية في التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة في 24 ديسمبر المقبل. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي، إن «بعثتنا في ليبيا تنخرط مع جميع أصحاب المصلحة الليبيين لضمان تنظيم انتخابات شاملة وذات مصداقية وفي الوقت المناسب، بما يتوافق مع خارطة الطريق السياسية الليبية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وتابع دوجاريك أنه بشكل ملموس، تقدم الأمم المتحدة في ليبيا الدعم الفني للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات في عدة مجالات واسعة، منها التواصل مع صناع القرار وصناع الرأي، بما في ذلك تقديم المشورة الفنية والمساعدة على النحو المطلوب، وزيادة الوعي والدعم لمشاركة النساء والفئات المهمشة الأخرى في الإجراءات الانتخابية. وأشار إلى دعم وإرشاد العمليات الانتخابية بما في ذلك المساعدة في تحسين نظام تسجيل الناخبين، والتدريب، وعمليات التوعية العامة والتنسيق والأمن الانتخابي واللوجستيات وتدابير التخفيف فيما يتعلق بجائحة كوفيد-19.
كما أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أن العملية السياسية في ليبيا تشهد تقدما، والمرحلة القادمة هي الانتخابات التي يتعين على الليبيين أن يقرروها ويضعوا شروطها،مؤكدا أن بلاده تؤيد إجراء الانتخابات دون أي إقصاء. وقال السفير الأمريكي، إن موقف بلاده هو «العمل على ضمان سلامة العملية الانتخابية بالشكل الذي يدفعها للسير قدما وبأن يكون هناك موقف واضح بشأن أولئك الذين يثيرون العنف أو يمنعون الناس من التصويت بأنهم سيدفعون الثمن».وشدد في هذا الإطار على أن «نزاهة العملية الانتخابية ستضمن للناس أن تكون هناك نتائج طيبة لليبيا».
استمرار الترشّح
ومع استمرار فتح المجال للترشح للانتخابات الرئاسية الليبية، أعلن المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان) ، ترشحه للانتخابات الرئاسية بحسب مصادر إعلامية. وقال عقيلة في كلمة متلفزة «حيث أنني أستطيع «تحمل المسؤولية» أعلن ترشيح نفسي لرئاسة الدولة الليبية «، مؤكدا على «احترام الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد في هذه المرحلة الانتقالية ، وضمان استقلال القضاء».
وأضاف عقيلة «سنعمل على تجاوز الماضي ، وطي صفحة الصراع، والتطلع للمستقبل، وإطلاق المصالحة الوطنية، باعتبارها ركنا رئيسيا لبناء الوطن واستقراره. وتابع «بعد أن أصدر مجلس النواب (البرلمان) القوانين اللازمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أصبحت الفرصة سانحة لنعبر بالبلاد من أزمتها ، بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع ليختار الشعب رئيس الدولة ومن يمثله في السلطة التشريعية.
بدوره قدم وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني السابقة في ليبيا، فتحي باشاغا أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية بمقر المفوضية العليا للانتخابات الليبية بطرابلس. وكان باشاغا، قدم بطاقته الانتخابية، تمهيداً لتقديم أوراق ترشّحه إلى الانتخابات الرئاسية.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أن 15 شخصية قدمت أوراق ترشحها للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أسبوع حافل شهد تقدم كل من سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الراحل معمر القذافي وقائد «الجيش الوطني الليبي»، خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح بأوراق ترشحهم للانتخابات، وقالت المفوضية أيضا إن أكثر من مليون شخص تسلموا بطاقاتهم الانتخابية.