قالت مفوّضية الانتخابات الليبية، أمس الأحد، إن باب الترشيح للانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد، سيجري فتحه عند اكتمال الاستعدادات اللوجستية، موضّحة، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة طرابلس، أن ما هو مخطط له في الوقت الحالي هو فتح باب الترشيح خلال النصف الأول من شهر نوفمبر المقبل.
شدّدت المفوضية على عدم التساهل مع أي محاولة من أجل النيل من سمعتها، مشدّدة على إقامة انتخابات حرة ونزيهة. وأشارت إلى أن قوائم الناخبين سيجري نشرها، اليوم الاثنين، في مسعى إلى إتاحة الفرصة أمام أي طعن محتمل.
وفي سياق ذي صلة، أوضحت المفوضية أن إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا سيجري بشكل متزامن.
تحضيرات لوجستية
في الأثناء، تستمر المفوضية العليا للانتخابات، في التحضيرات الفنية واللوجستية للانتخابات بعد انتهاء مرحلة تسجيل الناخبين، حيث من المتوقع أن يشارك في عملية التصويت نحو 3 ملايين ناخب ليبي داخل البلاد وخارجها، وهي تستعد لتوزيع بطاقات الانتخاب على الناخبين عبر مراكز الاقتراع التي سجلوا بها.
ومن المرجح أن تشهد الانتخابات النيابية والرئاسية، التي ستجري في 24 ديسمبر المقبل، مشاركة واسعة من كافة الأطياف السياسية، وتنافساً شديداً بين شخصيات بارزة في المشهد الحالي على منصب رئيس ليبيا المقبل.
مرشّحون محتملون
من المتوقع أن يشهد منصب رئيس ليبيا القادم تنافساً شديداً، حيث أبدت عدة شخصيات بارزة رغبتها في الترشح للرئاسيات، أهمها قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، من شرق البلاد الذي “تخلى” منذ أسابيع عن منصبه لصالح رئيس الأركان الفريق عبد الرزاق الناظوري للتفرغ للحملة الانتخابية، وكذلك وزير الداخلية بحكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا من غرب ليبيا الذي بدأ مبكراً في الحشد شعبياً وإعلامياً لخوض غمار المنافسة، بينما لا تزال مشاركة مرشح النظام السابق هو سيف الإسلام القذافي غير مؤكدة.
ولا يعني ذلك أن السباق الرئاسي سيكون محصوراً بين تلك الشخصيات الـ 3، حيث من المتوقع ترشح عشرات الساسة الطامحين للوصول إلى سدة الحكم في ليبيا.
خطّة لتأمين الانتخابات
في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الليبية إنجاز خطة تأمين وحماية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بالتعاون مع المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات العامة.
وقد استعرضت وزارة الداخلية في حفل حضره رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بطرابلس، تفاصيل الخطة الأمنية التي تقوم على استحداث غرفة عمليات رئيسة وغرف فرعية على مستوى الدوائر الانتخابية الفرعية. وستوزع الداخلية 10 عناصر شرطية، بينها عنصر نسائي، على محيط كل مركز اقتراع، بحيث تضمن سير العملية الانتخابية بسلاسة، مع وجود قوة أمنية مركزية للدعم، في حالة تعرض مراكز الاقتراع لتهديد أمني.
وأضافت الوزارة أنها بصدد التنسيق مع المؤسسة العسكرية لتوفير طائرات مروحية لنقل صناديق الاقتراع في المناطق التي تبعد عن المركز الرئيس للدائرة الانتخابية، مع حظر تداول الأسلحة داخل أو في محيط مراكز الاقتراع، والتنسيق مع المخابرات العامة في عملية دخول المراقبين الأجانب المتوقّع توافدهم على ليبيا بالتزامن مع الانتخابات.
دعم أمريكي
كما أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أمس، تحقيق إنجاز وتقدم ملحوظ في العملية السياسية في ليبيا خلال العام الماضي.
وأوضح نورلاند أن بلاده ستدعم ا لشعب والقادة الليبيين في اتخاذ الخطوات للبناء على المفاوضات السياسية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، وإعادة توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات.