تنعقد بأستراليا هذا الثلاثاء ندوة دولية عبر الإنترنت حول «مسؤولية الأمم المتحدة تجاه القضية الصحراوية، آخر مستعمرة في إفريقيا»، وذلك تزامنا مع تخليد الذكرى السادسة والأربعين لإعلان الوحدة الوطنية المصادف لـ12 أكتوبر من كل سنة.
ستشارك في هذه الندوة شخصيات دولية هامة كعضو مجلس النواب والزعيم السابق لحزب العمال البريطاني جيرمي كوربن وكذلك الممثل السابق للأمم المتحدة في الصحراء الغربية فرانشيسكو باستاغلي، بالإضافة إلى أعضاء من البرلمان الاسترالي والنيوزيلاندي وممثل الجبهة باستراليا محمد فاضل كمال.
وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على القضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار والتذكير بمسؤولية الأمم المتحدة المتمثلة في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره والاستقلال طبقا لميثاق الأمم المتحدة ولوائحها ذات الصلة.
كما تهدف الندوة إلى لفت انتباه الرأي العام العالمي إلى الوضع الخطير لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وما يتعرض له المواطنون الصحراويون من ظلم، تنكيل ودوس للكرامة من طرف جلادي النظام المغربي، وما تعرض له الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة خيا وعائلتها إلا مثالا حيا لما يجري بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان في ظل صمت رهيب من الأمم المتحدة إزاء الاعتداءات المغربية المتكررة على المدنيين الصحراويين العزل.
و تنظم هذه الندوة في زخم تطورات متلاحقة وهامة تشهدها القضية الصحراوية من ضمنها انعقاد اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار والمسائل السياسية الخاصة وكذا تعيين المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة. كما أن مجلس الأمن الدولي قرر عقد جلسات خلال الأسابيع القادمة لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة وإصدار توصية حول القضية الصحراوية.
الأمين العام الاممي: استئناف العملية السياسية بات أكثر إلحاحا
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التطورات التي استجدّت في الصحراء الغربية خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد الأمين العام في تقريره السنوي الذي نشر مساء الجمعة، أن مركز المنطقة العازلة بوصفها منطقة مجردة من السلاح ما زال يشكل حجر الزاوية في مساعي التوصّل إلى حل سلمي للحالة في الصحراء الغربية.
وأوضح الأمين العام أن استئناف الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكل انتكاسة كبيرة في المساعي الرامية إلى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الذي طال أمده. ومنذ ذلك الحين، أدت التوغلات اليومية في هذه المنطقة والأعمال العدائية إلى تقويض خطير للترتيبات التي ما فتئت تشكل أساسا لوقف إطلاق النار على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
وأبرز الأمين العام أن خطر التصعيد يظل قائما بشكل واضح ما دامت الأعمال العدائية مستمرة. ولذلك، دعا الطرفين إلى تهدئة الوضع ووقف الأعمال العدائية فورا. وفي هذا السياق، بات استئناف العملية السياسية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وجدّد الأمين العام الأممي دعوته أعضاء مجلس الأمن وأصدقاء الصحراء الغربية والجهات الفاعلة المعنية الأخرى ذات الصلة إلى تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على الانخراط بحسن نية ودون شروط مسبقة في العملية السياسية حالما يتم تعيين مبعوثي الشخصي الجديد.