جدّد الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه تقديم الاعتذار عن التاريخ الاستعماري لفرنسا في إفريقيا، معربا عن رغبته في إقامة نموذج جديد للعلاقات مع القارة السّمراء، في ظل توتّرات تعيشها باريس مع عدد من الدول الإفريقية.
اعتبر ماكرون - في لقاء مفتوح مع شبان من القارة الأفريقية في قمة فرنسا إفريقيا المنعقدة في مونبلييه - أنّ الاعتذار لن يحل المشكلة، وأنّه مجرد طريقة للتخلص من ذلك التاريخ والمرور إلى أمر آخر، لكنه أكّد في المقابل أهمية الاعتراف الذي يقود إلى الحقيقة عبر عمل المؤرخين.
وحذّر ماكرون ممّا وصفه بخطر سرد كاذب للتاريخ يقدم روايات غير صحيحة، وقال إنّ هناك قوى أخرى تريد التركيز على دور فرنسا السابق لتنشغل هي باستغلال جديد للقارة.
واختلفت قمة مونبلييه هذا العام عن النسخ الماضية، لعدم مشاركة أي رئيس دولة أو رجل سياسي فيها، سوى الرئيس الفرنسي نفسه. ويدعو الرئيس الفرنسي باستمرار إلى تجديد العلاقة بين فرنسا وأفريقيا، لكنه يصطدم دائما بالماضي الاستعماري.
وقالت فنانة إفريقية خلال القمة إنّ «إفريقيا متزوجة بفرنسا زواجا قسريا منذ أكثر من 500 عام»، وردّ عليها ماكرون قائلا «إذا استمررنا في التصادم أو القطيعة، فلن نتقدّم أبدا». وقد أعلن ماكرون خلال القمة عن إنشاء «صندوق الابتكار من أجل الديمقراطية في إفريقيا»، وعدد من المبادرات الثقافية الأخرى، وأعرب عن رغبته في إقامة نموذج جديد للعلاقات مع القارة.