تستعد ليبيا لاحتضان مبادرة هي الأولى من نوعها لإنقاذ العملية السياسية، لتسهيل تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدّد، وتعد الخطوة إيجابية للغاية وفريدة من نوعها كونها ليبية بحتة دون دعم أممي أو دولي. يأتي ذلك تزامنا مع بدء الانسحاب التدريجي للمرتزقة الأجانب، ممّا يشير إلى بداية نهاية الخلافات بين الأطراف الرّئيسية.
في إطار المبادرات الليبية والجهود الرامية لإنقاذ العملية السياسية، حقّقت ليبيا تقدّماً ملحوظاً في ملف المرتزقة عقب إعلان وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش عن بدء خروج المرتزقة تدريجياً، حيث قالت «إنّ مجموعات من المقاتلين الأجانب خرجت بالفعل من ليبيا فيما وصفتها بأنّها «بداية بسيطة جداً»، وقالت: «الخبر صحيح، وهي بداية بسيطة جداً، وما زلنا نسعى لخروج أعداد أكبر»، وتابعت: «لا زلنا نسعى إلى تنظيم أكبر وشامل لخروج المرتزقة».
وتتمسّك السلطة التنفيذية الليبية بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، حيث أكّد نائب المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، تمسّك ودعم المجلس لإجراء الانتخابات في موعدها المتفق عليه في 24 ديسمبر المقبل بعد وضع التشريعات اللازمة لهذا الاستحقاق الانتخابي، وحثّ مجلسي النواب والدولة على إنجاز هذه التشريعات.
وقال اللافي خلال زيارته للقاهرة، الأحد، إنه في حالة تبين عدم التوافق بشأن التشريعات التي تتطلبها العملية الانتخابية، فإنّ المجلس الرئاسي سيلتزم بواجبه الوطني، والسياسي لاتخاذ كافة الخطوات لإجراء الانتخابات، التي هي حلم كل الليبيين لبناء دولتهم.
ويفترض أن تشكّل هذه الانتخابات نهاية لمراحل انتقالية عدّة مرّت بها ليبيا منذ عام 2011، كما يفترض مواجهة العديد من التحديات المطروحة، وأهمها توحيد المؤسسة العسكرية، سواء لتسهيل إجراء الانتخابات أو للتمهيد لمرحلة بناء الاستقرار استناداً إلى هذه الانتخابات.
ويبقى توحيد المؤسسة العسكرية الخطوة اللازمة والضرورية لخروج القوات الأجنبية، وهو مبدأ أقرّه العسكريون في لجنة 5+5 منذ اتفقوا على وقف إطلاق النار في أكتوبر2020.