شهدت تونس أمس الأحد، أكبر مظاهرات مؤيدة للرئيس قيس سعيد منذ فرضه تدابير استثنائية في البلاد في 25 جويلية الماضي قام بموجبها بحلّ البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه وتوليه السلطة التنفيذية بعد إبعاد رئيس الحكومة.
خرج متظاهرون في كافة المدن التونسية أمس لتأييد ودعم الرئيس التونسي،معتبرين أن قراراته كانت ضرورية لإنقاذ البلاد من الشلل الاقتصادي والاجتماعي والخصومات السياسية، ولوضع حد للفساد المستشري وتحقيق مطالب التونسيين. وفي تونس العاصمة، تجمع المتظاهرون منذ الصباح الباكر رافعين شعارات مناصرة لسعيّد وقراراته، وأخرى تدعوه إلى حل البرلمان وإنقاذ البلاد مما وصفوها بـ»العصابة».
وجرت هذه المظاهرات التي شهدت مشاركة شخصيات سياسية وحقوقية، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة. وعبرت عدة أحزاب سياسية عن مساندتها لهذه المظاهرة، ودعت أنصارها للنزول إلى الشارع والمشاركة بكثافة للدفاع عن قرارات 25 جويلية وعن الدولة، على غرار أحزاب «حركة الشعب» و»التيار الشعبي» و»حزب التحالف من أجل الجمهورية». ولا يزال الرئيس قيس سعيد يحظى بدعم واسع من التونسيين، حيث تصدر نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية بنسبة 71% بفارق كبير عن بقية الشخصيات السياسية، وذلك حسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة «إمرود كونسيلتينغ» ونشرت نتائجه السبت.
هذا وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد أكّد لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن حكومة جديدة ستتشكل خلال الأيام القادمة.
وقال سعيّد لماكرون السبت، إن حواراً وطنياً سيبدأ قريباً لحل الأزمة في تونس. يذكر أن الرئيس التونسي كان كلف، الأربعاء الماضي، نجلاء بودن، البالغة من العمر 63 عاماً، وغير المعروفة في المشهد السياسي، بتشكيل حكومة جديدة بعد أكثر من شهرين من توليه السلطات وإقالة رئيس الوزراء وتعليق أعمال البرلمان الذي يرأسه راشد الغنوشي. ومن المرجح أن يكون فريق بودن الحكومي خالياً من التمثيل الحزبي، ويكون حضور المرأة والشباب فيه قويا. إلى ذلك تطالب حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي والأحزاب المتحالفة معها باستئناف عمل البرلمان، في تصعيد للأزمة السياسية في البلاد.