تواصلت أمس المواكب والمسيرات لليوم الثاني على التوالي دعما للتحول المدني في السودان.
تجمهر المئات من المتظاهرين أمس في محطة قطارات الخرطوم الرئيسة، انتظارا لقطار يقل مشاركين قادمين من مدينة عطبرة شمالي السودان.
أتت تحركات أمس بعد أن لبى الآلاف الخميس دعوة القوى السياسية المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير لتسيير مواكب دعما للسلطة المدنية في البلاد.
حكم مدني خالص
فيما طالب تجمع المهنيين السودانيين بإنهاء الشراكة مع المكون العسكري وإلغاء الوثيقة الدستورية لتشكيل حكم مدني خالص وتكوين سلطة جديدة لا تكون امتدادا لسلطة الشراكة القائمة.
وبدأت التظاهرات أمس الأول خلال فترة بعد الظهر في العاصمة الخرطوم، فيما أتى بعض المشاركين من مناطق أخرى بالقطارات خصوصا مدني (حوالي 190 كيلومترا جنوب العاصمة) وعطبرة (350 كيلومترا شمال الخرطوم.)
إلا أنها شهدت مساء بعض الشغب، حيث ألقى بعض المتظاهرين الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، على ما أفادت مصادر اعلامية.
فيما ردّد المتظاهرون “مدنية” تعبيرا عن دعمهم للحكومة المدنية ضد أي محاولة للانقلاب عليها.
تصاعد التوتر
يذكر أن الحكومة السودانية كانت أعلنت في 21 سبتمبر إحباط محاولة انقلاب متهمة “ضباطا من فلول النظام البائد” بتنفيذها، في إشارة إلى نظام البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعدما أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة. وقال رئيس الحكومة السوداني عبد الله حمدوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن “تحضيرات واسعة” سبقت المحاولة الانقلابية، وتمثلت “في الانفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد”.
في حين أكدت القوات المسلحة السودانية اعتقال 11 ضابطًا وعدد من الجنود المشاركين في المحاولة.
إلا أن هذه المحاولة الفاشلة، صعدت التوتر بين المكون العسكري والمدني في البلاد، حيث تقاذف الطرفان على مدى الأيام الماضية الاتهامات وتبادلا تحميل المسؤوليات عن تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية، قبل أن تستأنف مؤخرا مساعي الصلح وضبط الخلافات.