تصدر الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة أولاف شولتز استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات العامة في ألمانيا، ما يجعل وزير المالية الحالي ونائب المستشارة أنغيلا ميركل هو المرشح الأوفر حظا لخلافة ميركل في منصبها.
وحظي شولتز بهذا الفرصة على الرغم من التشكيك المستمر في التزامه تجاه اليسار وسعيه المتواصل خلال مسيرته للعودة إلى السباق السياسي. ويعتبر سطوع نجم شولتز خلال الانتخابات العامة في ألمانيا غير منتظر على الرغم من أنه كان بالإمكان التنبؤ به. فأولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يمثل الوجه الأوفر حظا اليوم لخلافة أنغيلا ميركل كان قبل بضعة أشهر من الانتخابات العامة المقررة اليوم الأحد 26 سبتمبر بعيدا جدا عن هذه الفرضية.
وخلال شهر جوان، كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ذيل المحافظين، ليس خلف الاتحاد الديمقراطي المسيحي فحسب، بل والخضر أيضا. لكن الوضع لم يتطلب أكثر من ثلاثة أشهر فقط لتنقلب الموازين وتفارق اللعنة التي لازمت هذا الحزب منذ العام 2000 وجعلته طيلة عقود في أواخر نتائج استطلاعات الرأي.
لماذا شولتز مُفضّل؟
ومن المفارقات في هذا السياق أن يجسد أولاف شولتز، وزير المالية الحالي ونائب المستشارة أنغيلا ميركل وأحد الكوادر الأقل تقديرا تاريخيا من قبل قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هذا الانتعاش الانتخابي الجديد لحزبه اليساري. واستغل شولتز منصبه كوزير للمالية في حكومة أنغيلا ميركل ليظهر كزعيم سياسي قادر على مواجهة الأزمات. بهذه الطريقة أصبح نائب المستشار رجل “مهما كان الثمن” بالنسبة للألمان في تعامله مع جائحة فيروس كورونا. كما تعهد بالإنفاق ببذخ لتعويض ضحايا فيضانات جويلية .
في عام 2011، فاز أخيرا بمنصب عمدة هامبورغ واعتنى بالسياسة المحلية حتى استدعته أنغيلا ميركل ليصبح وزيرا للمالية ونائبا للمستشار في عام 2018. في هذا المنصب، لم ينجُ من مقارنته بسابقه وولفغانغ شوبل.