تشهد ليبيا تطورات سياسية متسارعة تهدّد بتقويض مسعى تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في ديسمبر المقبل. وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن مؤتمرا دوليا لحشد الدعم سينظم، شهر أكتوبر المقبل، لمواجهة تحديات حقيقية تواجه العملية السياسية، وأكد دعم الرئاسي الكامل لحكومة الوحدة الوطنية.
أبدى محمد المنفي في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مخاوفه من الوضع الحالي في ليبيا وقال ،»إن ليبيا تواجه تحديات حقيقية وتطورات متسارعة تدفعنا من موقع المسؤولية في التفكير في خيارات أكثر واقعية وعملية تجنبنا مخاطر الانسداد في العملية السياسية الذي قد يقوض الاستحقاق الانتخابي الذي نتطلع إليه ويعود بنا إلى المربع الأول».
وعلى إثر التطورات الأخيرة عقب محاولة البرلمان الليبي سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية، أكد المنفي أن المصالحة الوطنية عنصر أساسي في نجاح العملية السياسية وتحقيق الاستقرار الدائم. وقد تم الشروع في جعل هذا الهدف أولى أولوياتنا من خلال تأسيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، وإطلاق المصالحة الشاملة.
وأعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أنه سيعقد مؤتمرا دوليا في أكتوبر لحشد الدعم الدولي «بصورة موحدة ومتسقة» لاستقرار بلاده محذرا من أنها تواجه «تحديات حقيقية» يمكن أن تقوض الانتخابات المقررة في ديسمبر.
وأكد محمد المنفي أمام زعماء العالم في نيويورك أن المؤتمر يهدف إلى ضمان دعم دولي «بصورة موحدة ومتسقة» واستعادة الشعور بالقيادة الليبية على مستقبل البلاد. وأشار الى ان مشكلة إخراج القوات والمرتزقة الأجانب من البلاد تشكل تحدياً حقيقياً، وعلى المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته.
دعم حكومة الوحدة
في السياق، طالب المجلس الرئاسي الليبي حكومة الوحدة الوطنية بالاستمرار في عملها وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ودعم العملية الانتخابية، واتخاذ الإجراءات المطلوبة لتمكين مؤسسات الدولة من ممارسة عملها. وجاء بعد يومين من إعلان مجلس النواب الليبي سحب الثقة من الحكومة.
ودعا المجلس الرئاسي في بيانه السلطة التشريعية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية والقانونية، لإنجاز التشريعات المطلوبة للعملية الانتخابية. وأكد ضرورة التزام جميع الأطراف، بعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية، وتجنب أي أعمال تزيد من التوتر الشعبي، داعيا البعثة الأممية إلى تقديم الدعم لتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها.
السفير الأمريكي.. لا عودة للوراء
قال المبعوث الخاص والسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه لا عودة للوراء فيما يتعلق بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها. وأضاف نورلاند، أن مشاركة وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا، خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، دليل آخر على دعم الولايات المتحدة لليبيا التي تستعد بجدية لانتخابات 24 ديسمبر المقبل.
التحضير للانتخابات
ومن جهته، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة والنائب الأول لرئيس مجلس النواب (البرلمان) الليبي فوزي النويري خلال اجتماع بينهما، «أهمية تعزيز الجهود الرامية لإنجاح الانتخابات».
وجدّد الدبيبة تأكيده على «موقف الحكومة الداعم لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعكس الإرادة الحقيقة للشعب الليبي».
