يحتفل العالم باليوم الدولي للسلام وسط مخاوف من صمت البنادق في مناطق وتحولها إلى دول أخرى، وتخشى بعض شعوب المعمورة على غرار إفريقيا من تراجع الدعم لعمليات حفظ السّلام في مناطق تعرف توتّرا شديدا تزامنا مع انتشار جائحة كورونا التي أثرت على عمليات الدعم الإنساني.
يحتفل باليوم الدولي للسلام في جميع أنحاء العالم في 21 سبتمبر من كل عام. وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم باعتباره يومًا مخصّصًا لتعزيز مُثُل السلام، بحيث يلتزم العالم باللاّعنف بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة.
وفي عام 2021، بينما تتعافى الدول من جائحة كوفيد-19، تشعر بالإلهام للتفكير بشكل إبداعي وجماعي بشأن كيفية مساعدة الجميع على التعافي بشكل أفضل، وكيفية بناء المرونة اللازمة، وكيفية تحويل عالمنا إلى عالم أكثر سلاما، وأكثر عدلا وإنصافا وشمولا واستدامة وصحة.
وتماشياً مع دعوة الأمين العام في مارس الماضي لوقف إطلاق النار على مستوى العالم، أصدر مجلس الأمن بالإجماع في فيفري 2021 قرارًا يدعو الدول الأعضاء إلى دعم وقف إنساني مستدام للنزاعات المحلية. ويجب مواصلة احترام وقف إطلاق النار على الصعيد العالمي لضمان حصول الأشخاص المحاصرين في النزاع على اللقاحات والعلاجات الضرورية للبقاء.
وترافق ظهور الوباء مع تصاعد في التمييز والكراهية، التي تزيد كلفة الأنفس: فالفيروس يهاجم كل ذلك دون الاهتمام بالمكان أو العقيدة. وفي مواجهة هذا العدو المشترك للبشرية، يجب أن نتذكر أننا لسنا أعداء بعضنا بعضا، ولكي نتمكن من التعافي من الدمار الذي أحدثه الوباء، يجب أن نحقق السلام في ما بيننا.
وفي هذا السياق، دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق السلام مع الطبيعة. فعلى الرغم من قيود السفر والإغلاق الاقتصادي، فإن تغير المناخ لم يتوقف مؤقتًا. ما نحتاجه هو اقتصاد عالمي أخضر ومستدام ينتج فرص عمل، ويقلل الانبعاثات ويبني القدرة على الصمود أمام تأثيرات المناخ.
وموضوع عام 2021 لليوم الدولي للسلام هو “التعافي بشكل أفضل من أجل عالم منصف ومستدام”.
وشدّدت المنظمة الأممية للانضمام إلى جهودها بينما تركز على التعافي بشكل أفضل من أجل عالم أكثر إنصافًا وسلمًا. وفي الوقت الذي نتعافى فيه من الوباء، دعت الأمم المتحدة للاحتفال بالسلام بالوقوف في وجه أعمال الكراهية في الإنترنت وخارجها، وبنشر التعاطف واللطف والأمل في مواجهة الوباء.