وصل، أمس، رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين للإطلاع على الأوضاع التي يعيشها شعبه هناك، وتنتظر الرئيس غالي ملفات ثقيلة لاستئناف العمل السياسي في خضم تطورات جديدة في المنطقة في ظل تمادي الاحتلال المغرب الإساءة لكفاح الشعب الصحراوي.
أكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية حمادة سلمى الداف، أن الرئيس إبراهيم غالي وصل إلى مخيمات اللاجئين لمزاولة مهامه بعد فترة علاج ونقاهة قضاها نتيجة إصابته بوباء كورونا. وحسب بيان وزارة الإعلام الصحراوية تلقت «الشعب» نسخة منه، فإن رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي سيعود إلى مكتبه لمواصلة مهامه اليومية، مشيرا إلى أنها فرصة للتأكيد على الاستمرارية في الكفاح وأداء المهام النضالية.
وشكر الناطق الرسمي وزير الإعلام الصحراوي باسم الدولة الصحراوية قيادة وشعبا السلطات الجزائرية الطبية والرسمية على العناية التي أولوها للرئيس إبراهيم غالي خلال فترة تواجده هناك. كما شكر السلطات الإسبانية على العناية واستقبالها لرئيس الجمهورية. ودعا الجسم الوطني أينما كان، ليكون في مستوى التحديات والرهانات التي يخوضها الشعب الصحراوي.
وتنتظر الرئيس الصحراوي ملفات معقدة أمام تعطّل العملية السياسية لكن قبول الرباط تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا قد يؤدي إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ عامين إثر استقالة المبعوث الأممي السابق هورست كوهلر.
في سياق التطورات نددت الجمهورية الصحراوية، بـ «أشد العبارات» بمحاولات الإعلام المغربي والوسائط الإعلامية المرتبطة به في فرنسا، تشويه صورة كفاح الشعب الصحراوي عن طريق ربطه زورا بالتنظيمات الإرهابية.
«محاولات بائسة»
استنكرت وزارة الإعلام الصحراوية، في بيان لها، «محاولة استخدام لقب «الصحراوي» المتداول إعلاميا، تعسفا، لإنشاء سياق للإيحاء بوجود علاقة مباشرة» بين زعيم التنظيم الارهابي الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، عدنان أبو الوليد، والشعب الصحراوي وكفاحه الوطني المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
ووصفت الوزارة هذه المحاولات الإعلامية بـ «البائسة»، مؤكدة على مواقف الجمهورية الصحراوية «الثابتة وجهودها الحثيثة في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود في المنطقة».
«لافارج» تدّعم الاحتلال
ندّدت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (ايساكوم) بتورط شركة «لافارج اسمنت لصحراء»، التابعة للمجموعة العالمية «لافارج هولسيم»’ في دعم الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
واعتبرت الهيئة في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الصحراوية أن استثمار الشركة الدولية في مشروع اسمنت بالشراكة مع الهولدينغ الملكي المغربي «المدى»» بالعيون المحتلة هو تورط في ارتكاب جريمة ضد الإنسانية في الصحراء الغربية.
وقالت ايساكوم» تستمر عدة شركات متعددة الجنسيات في التبرؤ من التزاماتها القانونية والأخلاقية وتتمادى في انتهاك مقتضيات القانون الدولي بالصحراء الغربية ذات الصلة بموضوع استغلال الثروات الطبيعية للأقاليم التي لم تمارس بعد شعوبها حقها في تقرير المصير وخرق مواد ميثاق الأمم المتحدة وخصوصا المادة 73».
أوضحت أن هذه الشركات تقوم باستثمارات وتبرم تعاقدات تجارية مع سلطات الاحتلال المغربي ضد إرادة الشعب الصحراوي ومصالحه في سيادته الحصرية على ثرواته الطبيعية.
وقال البيان، إذ تستحضر «الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي» حكم محكمة النقض الفرنسية في السابع من سبتمبر 2021 بخصوص ضلوع شركة لافارج لصناعة الإسمنت الفرنسية في دفع أموال لجماعات إرهابية بسوريا، مما يضعها في خانة» التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».
وأضاف البيان ذاته أن شركة «لافارج هولسيم» قامت باستثمارات بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية منافية للقانون الدولي، متجاهلة بذلك حقوق الشعب الصحراوي ومتنكرة لحقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق تقرير المصير والاستقلال.
اعتبرت المنظمة استمرار تواجد الشركة المذكورة بالأراضي الصحراوية المحتلة تواطؤا مكشوفا من طرفها مع سلطات الاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الصحراوي. وطالبت من الشركة الفرنكو سويسرية «لافارج هولسيم» بالتوقف عن دعم احتلال الصحراء الغربية عبر إنهاء التواجد اللاشرعي لفرعها بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية.