بين تحذيرات اليمين المتطرّف والحسابات الانتخابية

مخـاوف أوروبية من موجــة هجــرة جديـدة مـن أفغانستان

   فجّر الوضع الجديد في أفغانستان خلافات أوروبية، حول طريقة توزيع المهاجرين الذين تم إجلاؤهم بين الدول الغربية، وطريقة التعامل مع موجة لجوء محتملة، تقول تقديرات المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنّها قد تصل لحوالي نصف مليون لاجئ، في وقت تتحدث بعض التقديرات الغربية المتشائمة عن 5 ملايين على المدى البعيد.
ويظهر جليا الخشية الأوروبية من موجة لجوء شبيهة بتلك التي حدثت سنة 2015 عندما تدفّق ملايين من اللاجئين السوريين على الحدود الأوروبية، وما عرف حينها بأزمة اللجوء، حيث يعكف الزعماء الأوروبيون حاليا على عقد الاجتماعات تلو الأخرى لوضع إستراتيجية واضحة للتعامل مع هذه الأزمة المحتملة، بينما وجهة نظر أخرى تقول إن التحذيرات من أزمة لجوء أفغانية مسألة مبالغ فيها.
رفض تكرار الحالة السورية
  يظهر من خلال النّقاشات الدائرة حاليا في أوروبا، أن المزاج السياسي غير مستعد لقبول تكرار ما حدث قبل أكثر من 6 سنوات.
ومرة أخرى تجد ألمانيا نفسها معنية بقيادة الجواب الأوروبي حول هذه الأزمة الجديدة، لكن هذه المرة من مقاربات مختلفة، من خلال مطالبة الاتحاد الأوروبي بالإسراع في تمويل دول جوار أفغانستان، ووضع سياسة تعطي الأولوية في قبول طلبات اللجوء للأطفال والنساء والأشخاص الذين تعاونوا مع الدول الغربية بأفغانستان والأقليات الدينية. ولعل أكثر سيناريو متشائم لهذه الأزمة هو ما قدّمته الداخلية الألمانية، حيث قالت إنّ التطورات الأخيرة في أفغانستان قد تؤدي إلى وصول ما بين 300 ألف و5 ملايين لاجئ إلى أوروبا.
خلافات غربية
أمام هذا الخوف، وجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام معضلة جديدة، تتمثل في عدد اللاجئين الذي ستستقبله كل دولة من دوله، مع إصرار ألماني أن تتحمل كل البلدان مسؤوليتها، وأن تستقبل اللاجئين حسب حجمها الاقتصادي.
وبدأت ملامح الرفض الأوروبي لاستقبال اللاجئين بحادثة ترك مجموعة من اللاجئين الأفغان في المنطقة الحدودية بين بولندا وبلاروسيا، حيث يرفض البلدان استقبالهم، وبقيت المجموعة عالقة بين الحدود.
حسابات اليمين المتطرّف
 يأتي ملف اللاجئين الأفغان في ظروف انتخابية خاصة تمر بها العديد من الدول الغربية، بداية من كندا التي أعلن رئيس وزرائها ترودو أن بلاده سوف تستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني فقط لسد الباب أمام اليمين المتطرف للعب بهذه الورقة.
أما في أوروبا، فالعين على كل من ألمانيا وفرنسا، فالأولى تستعد لاختيار مستشار جديد للبلاد، ويظهر أن هناك توجّها لعدم تكرار سياسة ميركل باستقبال أكبر عدد من اللاجئين وهو ما عبر عنه البرلمان عندما صوت لصالح قانون يقضي بتحديد الأشخاص الذين سيستفيدون من اللجوء.
وفي فرنسا وجدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الفرصة سانحة للعب ورقة اللاجئين والمهاجرين من جديد، عندما صرحت بأنها التطورات في أفغانستان «سوف تضع بلادنا في مخاطر عالية لمواجهة هجمات إرهابية» وتوقع موجة جديدة من اللاجئين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024