هنّأت حركة طالبان الأفغان بالنصر بعد انسحاب آخر عسكري أمريكي، وقالت إنها تريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، في حين قالت واشنطن إنها ستستخدم وجودها ومقدراتها في قطر لإدارة دبلوماسيتها في أفغانستان للمرحلة القادمة.
في تصريحات أدلى بها، أمس، من مدرج مطار كابول بعد ساعات من سيطرة مقاتلي الحركة على الجزء العسكري من المطار، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد “نهنئ أفغانستان؛ إنه نصر لنا جميعا”. وقد شهدت أفغانستان، ليلة الاثنين، احتفالات واسعة عقب خروج آخر عسكري أمريكي من أراضيها. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الألعاب النارية وإطلاق الرصاص في سماء أفغانستان.
كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة عناصر حركة طالبان وهم يتجولون في ساحات مطار حامد كرزاي في العاصمة الأفغانية،وقد نشرت طالبان قواتها الخاصة داخل المطار الذي زاره مسؤولون من الحركة.
انسحاب مذلّ
وبالموازاة، شنّ أركان الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة هجوما حادّا على الرئيس الديمقراطي جو بايدن بعد إعلان البنتاغون خروج آخر عسكري أمريكي من أفغانستان، في انسحاب قالوا إنه “مذلّ” ويترك مواطنين أمريكيين “تحت رحمة” حركة طالبان.
وقالت رئيسة الحزب الجمهوري رونا مكدانييل في بيان إن بايدن “أحدث كارثة وخذل الأمريكيين ومصالحنا”. وأضافت أن ما حصل في كابول “يُثبت ما كنا نعرفه أصلا.. جو بايدن غير قادر على أداء دور القائد الأعلى للقوات المسلحة، والولايات المتحدة والعالم هما أقل أمانا بسببه”.
وبدوره قال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي إن الرئيس ترك “أمريكيين تحت رحمة إرهابيين”.
وأعلن البنتاغون أن الجسر الجوي الضخم، الذي أقامه منذ 14 أوت الجاري قبيل سيطرة حركة طالبان على كابول واستمر إلى حين انتهاء الانسحاب الاثنين، ساهم في إجلاء أكثر من 123 ألف شخص، غالبيتهم العظمى من الأفغان.
أما الرئيس جو بايدن فقال إن إنهاء المهمة العسكرية كان أفضل سبيل لحماية أرواح الجنود، وتأمين خروج المدنيين الذين يريدون مغادرة أفغانستان في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأكد بايدن -في بيان نشره البيت الأبيض- أن طالبان قدمت تعهدات بشأن الممر الآمن، وأن العالم سيلزمها بالوفاء بالتزاماتها.