شعبيته تراجعت

سيناريو كارثي لبايدن

يتحوّل انتهاء مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان مع مقتل عدد كبير من العسكريين الأمريكيين في انفجار كابول، إلى سيناريو كارثي بالنسبة للرئيس جو بايدن الذي يواجه أخطر أزمة في عهده ويبدو مقيد اليدين أمام وضع لم يتوقعه أبداً.
قال بايدن الخميس أمام الكاميرات «يوم صعب»، بعد ساعات من هجوم إرهابي مزدوج قرب مطار كابول، من دون أن يخفي الرئيس 46 للولايات المتحدة تأثره.
وأشاد بايدن فيما كانت عيناه مغرورقتين بالدموع، بهؤلاء «الأبطال» الذين سقطوا في الهجوم الأكثر دموية بالنسبة للعسكريين الأمريكيين منذ أوت 2011.
وتحدث بلهجة صارمة وكأنه يردّ على الاتهامات بالضعف. وتوجه لمنفذي الهجوم بالقول «سنطاردكم وسنجعلكم تدفعون الثمن».

فشل الاستخبارات

وبينما يتعرض بايدن أيضاً لانتقادات متزايدة لتجنّبه الردّ على أسئلة الصحافيين، رأى رئيس مجموعة «أوراسيا غروب» البحثية إيان بريمر «أنها أزمة كبيرة في عهده» معتبراً أنه «فشل للاستخبارات، فشل للتخطيط، فشل للتواصل، فشل للتنسيق مع الحلفاء».
إذ لم «يتوقع» الرئيس، باعترافه الشخصي، الانهيار السريع للجيش الأفغاني الذي درّبته واشنطن وجهّزته وموّلته، وسقوط كابول بين أيدي حركة طالبان.

موقف محرج

ويبدو أن الغموض السائد منذ انتصار طالبان في 15 أوت فاجأ بايدن الذي كان في كامب ديفيد حيث يمضي الرؤساء الأمريكيون عطلهم. مذاك كثّف الرئيس الديمقراطي البالغ 78 عاماً تصريحاته، بعدما لزم في البداية الصمت، لكن ذلك لم يوقف الانتقادات.
وتمّ تأخير تصريحه الثلاثاء لحوالي خمس ساعات فيما كان العالم ينتظر معرفة ما إذا كان سيخضع للدعوات الدولية من أجل إرجاء الموعد الأخير للانسحاب الأمريكي المقرر في 31 أوت، وبالتالي لعمليات إجلاء الأجانب والأمريكيين المهددين بهجمات انتقامية من جانب طالبان. وأكد أخيراً إنهاء سحب القوات الأمريكية في الموعد المحدد.

شعبية متراجعة

وأكد جو بايدن الذي انتُخب لكونه عبر عن رؤية جامعة، قرار سلفه الجمهوري دونالد ترامب بسحب كافة القوات الأمريكية من أفغانستان.
لكنه حالياً يواجه انتقادات من كل حدبٍ وصوب لإدارته عملية الانسحاب، ولعدم تنظيمه في وقت مبكر عمليات الإجلاء اللازمة.
وقال ترامب الخميس، إن «هذه المأساة ما كان يجب أن تحدث»، بعدما دعا الأسبوع الماضي بايدن للاستقالة.
ومن جهتها اعتبرت النائبة الجمهورية إيليز ستيفانيك أن «يدي جو يادين ملطختان بالدماء» مضيفةً أنه «غير قادر على أن يكون القائد الأعلى».
وتشوش هذه الانتقادات الكثيرة على البيت الأبيض الراغب في التركيز على تقدم الخطط الاقتصادية الهائلة للرئيس التي يُفترض أن تسمح للولايات المتحدة بـ»الفوز» في المنافسة مع الصين، ما يُعتبر الأولوية الفعلية الوحيدة لسياسته الخارجية.
وتراجعت شعبية بايدن منذ عشرة أيام في استطلاعات الرأي، رغم أن جزءاً كبيراً من الأمريكيين المرهقين من حروب الولايات المتحدة «التي لا تنتهي»، يعتبرون على غرار الرئيس، أنه كان ينبغي مغادرة أفغانستان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024