أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, في تقرير جديد, بأن التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” الإرهابي على السلم و الأمن الدوليين, ثابت وظل يثير “قلقا دوليا بالغا”, خلال النصف الأول من عام 2021, مستغلا تفشي جائحة (كوفيد-19).
وأشار غوتيريش - في تقريره الثالث عشر عن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي للسلام والأمن الدوليين ونطاق الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة دعماً للدول الأعضاء في مكافحة هذا التهديد - إلى أنه “في النصف الأول من عام 2021, استمر التهديد الذي يشكله “داعش” الدموي على السلم والأمن الدوليين في النمو والتفاقم, وازداد اتساع نطاق التهديد في إفريقيا من خلال الجماعات الإرهابية الإقليمية المنتسبة إلى التنظيم, في حين ظل الهيكل المركزي لداعش يركز على إعادة تجميع صفوفه في العراق وسوريا”.
واستنادا للتقرير, الذي سيعرض اليوم الخميس على مجلس الأمن الدولي, فإن تنظيم “داعش” الإرهابي, “استمر في تشكيل تهديد مستمر ويسبب قلقا دوليا جديا خلال الفترة قيد الاستعراض”.
قائمة الضحايا في ارتفاع
وشكل توسع التنظيم الدموي في إفريقيا “التطور الأبرز خلال تلك الفترة, حيث تسببت الجماعات التي صنفها مجلس الأمن الدولي بالإرهابية في مقتل أكبر عدد من الضحايا, وتعمل بعض الجماعات التابعة لداعش الأكثر فعالية, على توسيع نفوذها وأنشطتها في القارة, لا سيما خارج الحدود الوطنية” يضيف المصدر نفسه.
وأضاف غوتيريش أن “ظاهرة الإمتداد من مالي إلى بوركينا فاسو والنيجر, والتوغلات من نيجيريا إلى الكاميرون والنيجر وتشاد ومن موزمبيق إلى تنزانيا تثير قلقا بالغا”.
وفقا للأمين العام للأمم المتحدة, “كان من أكثر الأحداث إثارة للقلق في بداية عام 2021 تدهور الوضع الأمني في مقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق, حيث هاجمت الجماعة المحلية التابعة لداعش الارهابي ميناء استراتيجيا بالقرب من الحدود التنزانية وسيطرت عليه لفترة وجيزة قبل أن تتراجع بغنائم الحرب”.
وقال المصدر نفسه, في حين أن داعش “واصلت الاستفادة من تأثير جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) على الدول الأعضاء, فمن الواضح أنها لم تتخذ أي إجراء لاستخدام الفيروس كأداة”.
وأوضح غوتيريش في تقريره أنه “في القطاعات التي شهدت عمليات إغلاق عقب انتشار وباء فيروس كورونا وخاصة خارج مناطق الصراع, شجع تنظيم داعش الارهابي الهجمات التي كان من الممكن أن يتم تأجيلها أو تنفيذها نتيجة تخفيف القيود”.
بالإضافة إلى ذلك, يشير الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن “المأساة الإنسانية الناتجة عن ما يسمى “خلافة داعش” لا تزال تعقد المنظور العالمي وحالة التهديد الذي يشكله التنظيم, بينما الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب ومقاتلي داعش”, وأفراد أسرهم, بمن فيهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال, الذين يعتقد أنهم مرتبطون بالإرهاب, ما زالوا عالقين في العراق وسوريا”.
تمدّد مخيف
و أعرب الأمين العام الاممي عن أسفه من أن “الكثير من هؤلاء الأشخاص ما زالوا في معسكرات النازحين أو مراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا”, داعيا إلى “إيجاد حل عاجل لهذا الوضع, لأسباب إنسانية وحقوقية”.
وفي أوروبا شهد النصف الأول من عام 2021 انخفاضا في مستوى التهديد مع تنفيذ عدد أقل من الهجمات الإرهابية, ومع ذلك فالدول الأعضاء لا تتوقع أن يستمر هذا الاتجاه لأن التهديد الذي يشكله الأفراد المنظمون الذين يخططون لتنفيذ هجمات معقدة لا يزال قائما, حسب ذات التقرير.