اعتبر الرئيس الأفغاني أشرف غني أن قرار واشنطن المفاجئ بسحب قواتها كان وراء تدهور الوضع الأمني في بلاده.
قال غني متوجها إلى البرلمان إن «سبب الوضع الذي نحن فيه حاليا هو أن القرار اتُّخذ بشكل مفاجئ»، مضيفا أنه حذّر الأمريكيين من أن الانسحاب ستكون له «عواقب».
جاءت تصريحاته في وقت تخوض القوات الأفغانية معارك لمنع سقوط أول مدينة رئيسية في أيدي طالبان بعد هجمات شنها المتمرّدون على مراكز حضرية في إطار تصعيد كبير.
وهاجم عناصر طالبان عواصم ثلاث ولايات على الأقل هي لشكر قاه وقندهار وهرات، بعد نهاية أسبوع شهد مواجهات عنيفة نزح على إثرها آلاف المدنيين في ظل تقدّم طالبان.
وتصاعدت حدة المعارك في لشكر قاه، عاصمة ولاية هلمند، حيث شن عناصر طالبان هجمات منسقة استهدفت وسط المدينة وسجنها، قبل ساعات فقط من إعلان الحكومة نشر مئات من عناصر الوحدات الخاصة في المنطقة.
وأشار غني إلى أن السلطات وضعت خطة لمدة ستة أشهر لهزيمة طالبان، لكنه أقر بأن المتمرّدين لم يعودوا «حركة مشرذمة تفتقد للخبرة».
سيناريو التسعينيات
في السياق، حذّر الجنرال ديفيد بتريوس، الرئيس الأسبق للاستخبارات المركزية الأمريكية وللقيادة المركزية بالجيش الأمريكي من احتمال اندلاع حرب أهلية دموية بسبب انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.
وقال بترايوس في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية: «في أسوأ الأحوال، يمكننا أن نرى حربا أهلية دموية ووحشية، على غرار تلك التي كانت في التسعينيات، حين انتصرت طالبان. إذا حدث ذلك فمن المحتمل أن نرى عودة معقل القاعدة الارهابي، على الرغم من أني لا أعتقد أنه سيكون قادرا على تهديد الوطن وأوروبا في المستقبل القريب لكن سيكون أسهل بالنسبة للقاعدة الدموي لو سيطرت طالبان»، لافتا في هذا الصدد إلى أن الولايات المتحدة بهذه الطريقة تتخلى عن القيم التي حاربت من أجلها.
وأشار الجنرال إلى أن «ملايين اللاجئين» إذا سيطرت طالبان على أفغانستان، سيتوجهون إلى باكستان ودول أخرى، كما ستتقلص إضافة إلى ذلك، حريات السكان المحليين، وخاصة النساء.
طالبان تتقدّم أكثر
هذا، وتحت عنوان «تتقدم طالبان أكثر في أفغانستان» قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، إن الحرب الأفغانية دخلت مرحلة جديدة أكثر عنفا وخطورة، حيث أن حركة طالبان لم تَعد تركز على مهاجمة المناطق النائية التي بالكاد مأهولة بالسكان، بل حوّلت هجماتها إلى مدن كبيرة واستراتيجية ومكتظة بالسكان، حيث دخل مقاتلوها يوم السبت الماضي ثلاث عواصم إقليمية في وقت واحد تقريبا: هرات (غربا) وقندهار ولشكرقاه (جنوبا).
وأوضحت الصحيفة أن الوضع متقلب على الأقل في قندهار، ثاني مدينة في البلاد والمعقل التاريخي لطالبان. تم تشكيلها هناك في أوائل التسعينيات وحيث عاش مؤسسها الملا عمر معظم الوقت. إن استعادتها ستكون انقلابًا رمزيًا واستراتيجيًا، ستؤدي إلى تقسيم فعلي للبلاد.