يرى رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الدكتور راجي الصوراني، أن استمرار سلطات الاحتلال في شنّ حملة اعتقالات واسعة وغير مسبوقة ضد مئات الفلسطينيين تهدف بالدرجة الأولى إلى قمع إدارة الشعب الفلسطيني الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإنهاء الاحتلال ونيل حريته، مشيرا إلى أن أغلب الاعتقالات صاحبتها ممارسات للتعذيب ونزع اعترافات بالقوة، إلى جانب محاكمات غير عادلة ومشروعة في نفس الوقت وهو ما يؤكد أن الاحتلال تحوّل إلى فصل عنصري «أبرتايد» بامتياز وسط صمت دولي مقيت.
أفاد المحامي راجي الصوراني، أن عدد حالات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين منذ الخامس من جوان العام 1967 بلغ أكثر من مليون حالة اعتقال، بينها أكثر من 17 ألف حالة اعتقال طالت فتيات ونساء وأمهات، وما يزيد على 50 ألفا من الأطفال، مضيفا أن جميع من مروا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين، كانوا قد تعرّضوا إلى شكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية إلى جانب المحاكمات غير عادلة ومشروعة.
في السياق، أضاف رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تصريح لـ»الشعب»، أن استمرار الاحتلال في شنّ حملة اعتقالات ضد مئات الفلسطينيين في صورة غير مسبوقة هدفه مواجهة الهبّة الشعبية التي مسّت في الفترة الأخيرة، مناطق عديدة من الأراضي الفلسطينية على غرار ما حدث في حي شيخ جراح والأقصى والقدس وباقي مدن وقرى الضفة الغربية ضد هذه النسخة الجديدة من «ابرتايد» والتمييز العنصري وفي ظلّ سياسة التطهير العرقي.
وأوضح الصوراني، أنه من حقّ الشعب الفلسطيني أن يقاوم وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ضد احتلال يمارس سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري والظلم الفادح وغير المسبوق ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك واضح للأعراف الدولية على غرار القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وميثاق روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية.
وأشار رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الصوراني، أن مركزه يعمل على رصد كل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الأسرى الفلسطينيين وتوثيقها بالتنسيق مع المؤسسات الدولية بما يضمن الوصول إلى طاولة الجنايات الدولية وفضح جرائم الاحتلال الذي تحوّل إلى «ابرتايد» حسب موقف أغلب المنظمات الدولية.
يذكر، أن مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطينية نشرت في تقريرها النصف سنوي الصادر مطلع الأسبوع، أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية عام 2021 وحتى نهاية جوان الماضي، أكثر من 5 آلاف فلسطينياً، بينهم 854 طفلاً، و107 سيدات، وبلغ عدد حالات الاعتقال لشهر جوان 615 حالة اعتقال.