قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، إن الوضع يزداد سوءاً وإن الأمور آيلة إلى التصعيد لأن البلاد أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم، حسب تعبيره. وأضاف أن المجتمع الدولي يراهن على الجيش لأنه العمود الفقري للبنان وعامل استقراره.
أكد قائد الجيش - خلال تفقد وحدات شرق البلاد - أن مسؤولية الجيش كبيرة في هذه المرحلة، وأنه مطالب بالمحافظة على أمن لبنان واستقراره ومنع حدوث الفوضى. وخاطب قائد الجيش جنوده قائلا، «أعلم حجم المهمات الملقاة على عاتقكم في هذه الظروف الصعبة والدقيقة في وقت تعيشون هاجس توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لعائلاتكم بسبب تدني قيمة رواتبكم».
رادع للفوضى
وقال العماد عون «شعبنا يثق بنا وكذلك المجتمع الدولي. الجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة. الجيش هو الرادع للفوضى».
من جهتها أكدت منظمة الأمم المتحدة مواصلة وقوفها إلى جانب لبنان خلال المرحلة الصعبة التي يمر بها، لاسيما بعد تعرض جهود تشكيل الحكومة الجديدة إلى «انتكاسة». ودعت يوانا فرونتسكا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، في بيان أمس، إلى التحرّك سريعا لضمان تكليف رئيس وزراء جديد بما يتماشى مع الاستحقاقات الدستورية، وإلى تأليف حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية في أفريل 2022». واعتبرت المسؤولة الأممية، أن «لبنان يواجه أزمة غير مسبوقة»، مؤكدة أنه «رغم وجود أمل، إلا أنه لم تعد هناك فسحة من الوقت لإضاعتها».
ودفع الانهيار الاقتصادي، الذي وصفه البنك الدولي بأنه من أسوأ حالات الركود في التاريخ المعاصر، أكثر من نصف السكان في هاوية الفقر، وتسبب في نقص متزايد في السلع الأساسية مثل الوقود والدواء.
احتجاج وغضب
وبعد إعلان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الاعتذار عن محاولة تشكيل الحكومة، أغلق محتجون من أنصاره بعض الطرق بالمناطق ذات الأغلبية السُنية في بيروت وأشعلوا النار بصناديق القمامة وإطارات المركبات.
وانتشرت قوات الجيش وأطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين الذين رشقوا الجنود بالحجارة ومقذوفات أخرى، وقال مصدر أمني إن جنديا أصيب.
وكان 15 جنديا أصيبوا خلال مواجهات مع محتجين بمنطقة جبل محسن في طرابلس شمال البلاد، والتي تعد إحدى أكثر المناطق فقرا في لبنان.
وقد ذكرت مصادر إعلامية، أن الاحتجاجات اندلعت رفضا لتردي الوضع المعيشي وفقدان مادتي المازوت والبنزين، وكذلك الدواء والحليب.
وأشارت ذات المصادر إلى سقوط 4 جرحى في صفوف المتظاهرين أحدهم في حالة حرجة، في وقت قام الجيش بتعزيز انتشاره في المنطقة التي تشهد توتراً.
وتشهد مناطق عدة بين الحين والآخر احتجاجات شعبية غاضبة يتخللها قطع طرقات اعتراضا على الواقع المعيشي وتصاعد الأزمة الاقتصادية.
ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، إلى تشكيل حكومة «قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة».
«كما أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة عن أسفها العميق إزاء عدم قدرة قادة لبنان على التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة هي في أمس الحاجة إليها لمواجهة التحديات العديدة التي يواجهها البلد». وكان رئيس الجمهورية ميشال عون أكد ة أن بلاده ستتجاوز الظروف الصعبة رغم قساوة الظروف الاقتصادية التي تمر بها حاليا، مؤكدا بذله قصارى جهده للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانيها اللبنانيون.