تضامن دولي متزايد مع الشّعب الصّحراوي

الحزب الشيوعي الفرنسي يصف المغرب بالدّولة المارقة

ب - جلال

باتت الرباط في مواجهة شرسة مع دول كانت إلى وقت قريب حليفة لها، وتصاعد الخلاف بين دول أوروبية والمغرب على خلفية تصاعد حزب التضامن مع الشعب الصحراوي وممثّله الشرعي الوحيد جبهة البوليساريو. وتواجه دبلوماسية المخزن انتقادات حادّة بلغ الأمر لحد وصفها من طرف حزب فرنسي بالدولة المارقة على خلفية سياسة الابتزاز.
لا تزال تداعيات الأزمة بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية تلقي بظلالها على المشهد الدولي والداخلي للبلاد أمام انتشاء البوليساريو بالانتصار الذي حقّقته مؤخرا على حساب الرباط في ملف نزاع الصحراء الغربية، الذي باتت المؤشرات توحي بتبوئه أولوية في أجندة المجتمع الدولي مخافة تصاعد التوتر بين طرفي النزاع مع استمرار الحرب على طول الجدار العازل.
وعلى خلفية دبلوماسية المغرب الأخيرة اتجاه عدة دول أوروبية، وصف الحزب الشيوعي الفرنسي، المملكة المغربية بالدولة المارقة خاصة بعد استغلال الظروف الاجتماعية المزرية لمواطنيه، والدفع بآلاف الشباب من بينهم 2000 قاصر إلى عرض البحر للعبور نحو سبتة الإسبانية بهدف ممارسة الضغط والابتزاز على مدريد والاتحاد الأوروبي لأغراض سياسية.
وانتقد الحزب في بيان له، أمس، استغلال الوضع المزري والهشاشة والبؤس وعدم المساواة التي يعاني منها الشباب المغربي بغرض كسب مواقف من إسبانيا والاتحاد الأوروبي لصالح سياسته التوسعية على حساب الشرعية الدولية. وأشار الحزب الشيوعي الفرنسي إلى أنّ وزير الخارجية المغربي يمارس الابتزاز على العواصم الأوروبية بهدف دفعها للسير على خطى ترامب، وانتهاك القانون الدولي في الصحراء الغربية، الإقليم الذي لا يزال يخضع لتصفية الاستعمار غير مكتملة، حسب قرارات الأمم المتحدة التي تطالب بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.
وعقب الأعمال الاستفزازية من جانب الرباط، أكّد بيان الحزب أنّ ذلك يعود بشكل أساسي إلى موقف مدريد من نزاع الصحراء الغربية الداعم لتطبيق الشرعية الدولية، إلى جانب استقبالها لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من أجل العلاج من «كوفيد-19».
وأمام هذا التصعيد الخطير ضد أمن واستقرار أوروبا، تساءل الحزب إلى متى ستواصل الحكومة الفرنسية غض الطرف عن الاعتداءات المتكررة على الحريات من قبل المملكة المغربية وأعمالها العدوانية وسياستها التوسعية، وزعزعة الاستقرار الإقليمي؟
كما حيّا الحزب نيابة عن كل الشيوعيّين الفرنسيين، شجاعة الشعب الصّحراوي الذي يناضل بقيادة رئيسه، إبراهيم غالي، من أجل حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، كما عبّر عن تضامنه مع القوى الديمقراطية في المغرب.
 اغتنام الفرصة
من جهتها، تغتنم جبهة البوليساريو ميل كفّة العدالة الدولية لصالحها، لتأكيد تشبّثها بحق تقرير المصير مع تمسّكها في نفس الوقت بحق الكفاح المسلّح كخيار أزلي للدفاع عن الأراضي الصحراوية. وتستغل الجبهة الشّعبية كل المنابر الدولية لإعلاء صوت التحرر أمام آلة الاحتلال المغربي، وفي خضم هذا التحول شارك وفد ممثل للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب برئاسة أبي بشرايا البشير، عضو الجبهة المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، في اجتماع هام للجنة الإفريقية التابعة للأممية الإشتراكية، خصّص لتدارس التحديات التي تواجه القارة على المستوى السياسي، الإجتماعي والإقتصادي، وكيفية التعامل مع النزاعات وتحقيق السلام، والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الشعوب وتعزيزها.
وتطرّق رئيس الوفد الصّحراوي أمام الإجتماع، لآخر التطورات المتعلّقة بالنّزاع المشتعل في الصّحراء الغربية على المستوى الدولي وأيضا الميداني، عقب خرق المغرب لإتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، وعودة الكفاح المسلّح من جديد بعد ثلاث عقود من وقف إطلاق النار.
تضامن مطلق
 أشاد المسؤول الصحراوي بخارطة الطريق الإفريقية التي تبنّاها مجلس السلم والأمن الإفريقي في إجتماعه على مستوى القمة مارس الماضي، معتبرا إيّاها قاعدة قوية أمام مجلس الأمن الدولي لإطلاق مسار التسوية على أسس أكثر صلابة. كما تعرّض الوفد الصحراوي في كلمته، أمام أكثر من 30 حزبا إفريقيا، إلى الوضع الكارثي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وفشل الأمم المتحدة المتواصل في توفير الحماية للمدنيين الصحراويين بسبب الفيتو الفرنسي ضد توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024