بعد محادثات بواغادوغو حول مالي

الرئيس كيتا يقنع المجموعات المسلحة بالعودة إلى المفاوضات

أمين بلعمري

يبدو أن خطوات استرجاع الثقة بين باماكو والمجموعات المسلحة في الشمال قد أثمرت تمهيدا للعودة إلى الحوار الذي بترته أحداث كيدال منتصف ماي الماضي، وبهذا يكون موديبو كيتا الوزير الأول الأسبق والممثل الشخصي للرئيس إبراهيم كايتا للمصالحة البينية قد نجح في إقناع ممثلي المجموعات المسلحة بضرورة العودة إلى المفاوضات وهذا بعد اللقاءات التي جمعته بممثلي هذه المجموعات في العاصمة البوركينابية بوساطة وزير خارجية بوكينافاسو وإن كانت استقالة كل من وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش المالي قد مهدت طريق العودة إلى المفاوضات بعد الأحداث التي شهدتها كيدال مؤخرا
.
على كل هذا التقدم المحرز على طريق العودة إلى الطاولة مجددا جاء كذلك ثمرة  لتدخل فواعل أخرى على غرار الاتحاد الإفريقي حيث تنقل رئيسه الحالي ورئيس موريتانيا محمد عبد العزيز إلى كيدال واستطاع افتكاك وقف إطلاق النار من المجموعات المسلحة، وكذا الاجتماع الطارئ للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا المنعقدة الجمعة الماضية والتي حثّت الأطراف المالية على العودة إلى المسار التفاوضي وهذا رغم أن هذه المجموعة شدّدت اللهجة تجاه المجموعات المسلحة وخاصة فيما يتعلق بموظفي محافظة كيدال.
الأكيد أن المعطيات توحي أن ملف المصالحة ونظرا لحساسيته ستتولاه حصريا أعلى هيئة في البلاد وهي رئاسة الجمهورية والمحادثات التي قادها الممثل الشخصي للرئيس كايتا في العاصمة البروكينابية مع ممثلي المجموعات المسلحة توحي بان الرئيس كايتا يريد أن يحمل على عاتقه شخصيا هذا الملف الذي ظلّ يراوح مكانه ويعود في كل مرة إلى نقطة البداية بعد إهدار الكثير من الوقت والجهد ، فلا حكومة تاتام لي ولا خلفه موسى مارا استطاعتا أن تحرز التقدم المطلوب في الملف، بل أكثر من ذلك فإن الثاني حمّله تلميحا وزير الدفاع المستقيل صومايلو بوبايو مايغا مسؤولية أحداث كيدال مطالبا بإنشاء لجنة تحقيق برلمانية حول تلك الأحداث.
إن المحادثات التي أجراها موديبو كيتا مع ممثلي المجموعات المسلحة في الشمال بالعاصمة البوركينابية واغادوغو والتي تمت في أجواء من الهدوء والسكينة ـ حسبه ـ قدمت خلالها هذه المجموعات مطالب جديدة ومن أهمها أن تتم الوساطة في بلد محايد خارج مالي وأن يتم تعيين وسيط دولي للأزمة المالية وهي مطالب تعهّد كيتا بنقلها إلى السلطات المالية ولكن يبدو أن هذه الأخيرة سوف لن يروقها ذلك خاصة وأن الرئيس كايتا سبق وأكّد أن المفاوضات لا بد أن تتم في الداخل المالي وفي العاصمة باماكو تحديدا رمز السيادة والوحدة الترابية للبلاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024