الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى لـ «الشعب»:

التطبيع الحقيقي يجب أن يكون مع القضية الفلسطينية

حوار: عزيز - ب

أكّد إمام وخطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، الشيخ عكرمة صبري، رفضه لموجة التطبيع الأخيرة على غرار ما قام به المغرب مقابل الاعتراف بسيادته المزعومة على الأراضي الصحراوية، مشدّدا على أهمية الموقف الجزائري الثابت في نصرة القضية الفلسطينية، مشيرا في نفس الوقت إلى ضرورة نشر الرواية الإسلامية الصحيحة حول القدس.
-  الشعب: صرّحتم مؤخرا أن تطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني خيانة، ماذا تقصدون بالضبط؟
 الشيخ عكرمة صبري: التطبيع هو التنازل عن أرض فلسطين، وبالتالي فإنّ ذلك يؤدّي إلى الخيانة وأقصد بذلك جميع الدول التي طبّعت مع الاحتلال الصهيوني سابقا أو مؤخرا على غرار المغرب، التطبيع هو في حدّ ذاته خيانة وتنازل عن أرض الإسراء المعراج. أنا أندّد بالهرولة العربية نحوه، وأؤكّد مرة أخرى أن التطبيع الحقيقي، هو عودة الشعب الفلسطيني لأرضه، وأٌقول للمطبّعين لا تزعموا أنكم مؤمنين، لا تخدعونا بصلاتكم وصومكم بأنّكم مسلمون لأن المؤمن الصادق هو من يحافظ على الأمانات.
- كيف تنظرون إلى الزيارات المتتالية لوفود بعض الدول المطبّعة إلى القدس؟
 نحن في الهيئة الإسلامية العليا بالقدس نعلم بأن هناك قرار منذ عام 1967 ينصّ على أنّ أي زائر إلى القدس يجب أن يكون من خلال الأوقاف الإسلامية، ولا يجوز أن تكون الزيارة من خلال الاحتلال، أي زيارة عبر بوابة إسرائيل لأن ذلك يعني الإقرار بشرعيتها، واعتراف بسيادتها على الأقصى، وأؤكّد من هذا المنبر أن لكل مسلم الحق في الصلاة بالأقصى، لكن دون تثبيت شرعية الاحتلال، وأن فرض الزيارات التطبيعية على الفلسطينيين بقوة الاحتلال، سيخلق توترا في المنطقة يتحمل مسؤوليته الاحتلال الإسرائيلي، وعلينا أن نسمع صوتنا للمسلمين في كل البلاد.
-  كيف تفسّرون تنامي ظاهرة معاداة الإسلام في بعض الدول في الفترة الأخيرة؟
 ظاهرة العداوة للإسلام ليست بالجديدة في شتى بقاع العالم وليس في أوروبا فحسب، فهي نابعة من الأحقاد الصليبية المتأصّلة منذ الحروب الصليبية السابقة، وأن التجرؤ على الإسلام كان بسبب ضعف المسلمين وفرقتهم في السنوات الأخيرة، فلو كانت لهم دولة تمثلهم لما تجرأ الغرب على الإسلام وتمادى في ما هو عليه الآن.
- كيف تقيّمون الدور الجزائري في القضية الفلسطينية؟
 الجزائر مع القضية الفلسطينية سابقا ولاحقا، ويا ليت الجزائر مجاورة لفلسطين لما حصل في الأرض المقدسة ما حصل، الفلسطينيون يحبون الجزائر وشعبها ونفس الشيء بالنسبة للفلسطينيين، نحن مع الجزائر منذ عشرات السنين. موقف الجزائر مشرف في تأييدها للقضية الفلسطينية.
هنا أفضّل أن أروي لك حادثة حصلت معي شخصيا تعبّر عن مدى تعلق الفلسطينيين بالجزائر، «حينما كنت صبيا في الصف الرابع ابتدائي، دخل المعلم إلى القسم وقال لنا نريد أن نتبرّع إلى ثورة الجزائر، شرع الطلاب يتبرّعون بما لديهم من أموال، وأنا تبرعت بما كان لدي، وحينما رجعت إلى المنزل قلت لوالدتي إنّني جائع، قالت: لقد منحتك مالا لاقتناء بعض المأكولات. قلت لها إنّني تبرّعت بمصروفي إلى ثورة الجزائر، فضمّتني وأخذت تقبلني، منذ تلك اللحظة، وأنا لا أزال أحب التبرع والجزائر في نفس الوقت».
-  رسالة تريدون توجيهها إلى الرأي العام بمناسبة العام الجديد؟
 نحن لا نرى أنّ العام الجديد سيكون أفضل من سابقه، ما دامت الأوضاع لم تتغيّر في العالم لاسيما في العالم العربي، وما دام العرب مختلفون للأسف وبينهم صراعات لا متناهية كما هو الحال في اليمن وليبيا والعراق وسوريا.
نحن نأسف إذا قلنا بأن العرب وخاصة جامعة الدول العربية لم تقدم أية خطوة إلى الأمام، ونقول للعالم إن هذه الأحداث لن تضيّع حق الفلسطينيين، لأن حقنا مرتبط بقرار الله سبحانه وتعالى، ولابد من التركيز على الرواية الإسلامية التي تستند على الكتاب والسنة، حقّنا واضح وقوي، ونحن أقوياء به ولن نتنازل عنه مهما تآمر المتآمرون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024