لجنة المراقبة الوزارية «لأوبك+» تجتمع غدا

الأسعار تتماسك ببطء

فضيلة بودريش

يلتقي، غدا الأربعاء، أعضاء لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمجموعة «أوبك+»، في لقاء دوري تقيمي لدراسة وضعية السوق النفطية، والوقوف على مدى الالتزام باتفاق خفض العرض العالمي، في مسار متين لامتصاص الفائض الذي أغرق السوق وأضعف الأسعار، وعشية الاجتماع تعافت الأسعار بشكل طفيف، بعد أن لامست مرة أخرى مستويات 45 دولارا للبرميل، مدعومة بتكثيف الصين من وارداتها النفطية، على خلفية إقدامها على اقتناء 20 مليون برميل من الخام الأمريكي.

يُعقد اجتماع لوزراء لجنة المراقبة التي تضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وشركائها من المنتجين المستقلين، مرة أخرى في وقت تسربت فيه أخبار من داخل بيت «أوبك+»، تفيد بأنه تم تسجيل ارتفاع في نسبة تنفيذ قرارات خفض الإنتاج التي قفزت إلى سقف 95 بالمائة شهر جويلية الماضي. وإن كان هذا الاجتماع لا ينتظر أن يسفر عن قرارات مصيرية أو إضافية لدعم التخفيض وامتصاص الفائض في المعروض، لكنه على صعيد الضبط والمراقبة سيكون حاسما وينتظر أن يكون مثمرا لتفعيل الالتزام.
ومع عودة عجلة الاقتصاد الصيني بعد الفتح التدريجي لنشاطه، من المقرر أن يسير الإقبال على العرض في منحى تصاعدي، بل ومرشح للاتساع أكثر مما كان عليه في عام 2019، في ظل تطلع الدول الناشئة لإزالة قيود الحجر والتوجه نحو الفتح لتجاوز ما تكبدته من خسائر، بسبب الركود الذي مس الاقتصاد العالمي، وأوقف الآلة الإنتاجية وعصف بمناصب الشغل، بل وجفف الثروة بشكل لم يعهده العالم منذ الأزمة الاقتصادية لعام 1929.
ورغم ذلك بدأت بوادر التعافي ومؤشرات تحقيق التوازن تلوح في الأفق، في ظل التشاؤوم الذي مازال قائما على ضوء توقعات الوكالة الدولية للطاقة وحتى بالنسبة لمنظمة «أوبك»، التي باتت طرفا مهما في معادلة الاستقرار والتوازن لأسواق الذهب الأسود، حيث تترقبان أن تتواصل موجة التقلب وضبابية التذبذب التي تلاحق الأسعار، من قبل تفشي فيروس «كوفيد19»، وبدتا مقتنعتين من أن طريق التعافي مازال صعب المنال وطويلا، بسبب توقف حركتي النقل البري والجوي، مما أدى إلى عدم الإقبال على وقود الطائرات والبنزين. بل أن وكالة الطاقة الدولية قدمت بنظرة متشائمة استشرافا يحمل العديد من السلبيات، من بينها عدم انتعاش الأسعار إلى غاية نهاية عام 2021، بسبب تراجع الإقبال على العرض، في ظل عدم احتواء وباء كورونا، واستمرار الاستهلاك العالمي في مستويات متدنية، لا تفوق نسبة 2 بالمائة مقارنة بالمستوى المسجل عام 2019.
وكان وزير الطاقة الروسي قد حسم بتصريحه حول ملامح ما سيفضي إليه الاجتماع المقبل مؤكدا: «.. أعتقد أنه لا أحد يطرح أي خطوات متسرعة أو اقتراحات إضافية، السوق مستقرة تقريبا ونشهد توازنا تدريجيا».
دون شك على ضوء التقييم، ينتظر أن تستعرض اللجنة الوزارية المكلفة بالمراقبة في «أوبك+»، الوضعية الراهنة لدى المنتجين والمتعلقة بواقع وتفاصيل الالتزام بقرار الخفض، وكذا تقييم مؤشرات وتطورات السوق بشكل دقيق ومركز، وفوق كل ذلك تقديم الملاحظات والنصائح للأعضاء.
يذكر أن أسعار عقود خام برنت ارتفعت بنسبة 0.6 بالمائة، ليتم تداولها عند حدود 45.1 دولار للبرميل. وبالموازاة مع ذلك انتعشت أسعار خام غرب تكساس الوسيط WTI (الأمريكي) لأقرب إستحقاق، بحوالي0.7 بالمائة، ليتداول عند مستوى 42.3 دولار للبرميل. وفي الشهر الماضي، قررت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ»أوبك+» تقليص تخفيضات إنتاج النفط، بدءا من شهر أوت الجاري إلى نحو 7.7 مليون برميل يوميا إلى غاية شهر ديسمبر المقبل، مقارنة بما تم إدراجه في السابق وناهز سقف 9.7 مليون برميل يوميا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024