دعا المبعوث الأمريكي ديفيد هيل، أمس السبت، إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف وموثوق به في الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت هذا الشهر، وأودى بحياة 172 شخص وإصابة 6000 آخرين.
قال هيل: «لا يمكن العودة لعصر كان يحدث فيه أي شيء على المرفأ أو على حدود لبنان وهو ما أسهم في هذا الوضع».
وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قد توعد مؤكدا أن جماعته ستنتظر نتائج التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، لكن إن اتضح أنه عمل تخريبي نفذته إسرائيل «فستدفع ثمنا بحجم الجريمة».
وأضاف نصر الله، في كلمة تلفزيونية أن هناك نظريتين تدور حولهما التحقيقات: إما أنه حادث بسبب الإهمال أو عمل تخريبي تسبب في انفجار نترات الأمونيوم المخزنة في مستودع. وبالموازاة مع ذلك قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التحقيق سينظر، فيما إذا كان السبب هو الإهمال أم «تدخل خارجي» أم أنه مجرد حادث.
وقال مصدر قضائي إن الادعاء العام في لبنان وجه اتهامات إلى 25 شخصا من بينهم مسؤولون بارزون في المرفأ وإدارة الجمارك.
وتدفقت المساعدات الإنسانية الدولية على لبنان، لكن دولا أجنبية ربطت أي مساعدة مالية بإصلاح الدولة اللبنانية التي تخلفت عن سداد ديونها السيادية الضخمة.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال زيارته لبيروت في تصريحات بثها التلفزيون الجمعة إن لبنان بحاجة إلى حكومة «تلتزم صدقا بالتغيير الحقيقي وتعمل من أجله». وأضاف أن جهودا ملموسة يجب أن تبذل لاجتثاث الفساد وتنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية وبسط سيطرة الدولة على الموانئ والحدود وإصلاح قطاع الكهرباء.
ومن جهة أخرى، دعت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي التي التقت بعون أيضا إلى تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ «قرارات شجاعة».
وكان اللبنانيون ينظمون احتجاجات غاضبة ضد نخبة سياسية يحملونها مسؤولية المحن الكثيرة التي تعصف بالبلاد حتى قبل انفجار الرابع من أغسطس آب. وقالت السلطات اللبنانية إن أكثر من ألفي طن من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في المرفأ لسنوات دون إجراءات للسلامة.
وعقد في وقت سابق ممثلو عائلات الضحايا مؤتمرا صحفيا ووجهوا نداء إلى مجلس الأمن الدولي لحثه على تعيين لجنة تحقيق دولية وإحالة الانفجار إلى محكمة دولية.
وقال بول نجار الذي توفيت ابنته ألكسندرا البالغة من العمر ثلاثة أعوام في الانفجار: «هل من المقبول أن يجد الناس بيوتهم مدمرة وأسرهم قتلى وأحلامهم مبددة في غياب للعدالة».
نداء إنساني لجمع 565 مليون دولار
يذكر أن الأمم المتحدة أطلقت نداء إنسانيا لجمع تبرعات بـ565 مليون دولار لمساعدة لبنان بعد 10 أيام من انفجار مرفأ بيروت المدمر، الذي أوقع 171 قتيل على الأقل ونحو 6500 جريح.
وقالت المنظمة الدولية إنها «أطلقت نداء إنسانيا بهدف جمع ما قيمته 565 مليون دولار، بهدف مساعدة لبنان على الانتقال من الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة الفورية إلى التعافي وإعادة الإعمار، وفي نهاية المطاف نحو الانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل».
وأوضحت أن هذه التبرعات ستخصّص للمساهمة في جهود «الأمن الغذائي، من خلال التوصيل الفوري للوجبات الساخنة وحصص الإعاشة الغذائية وتحقيق الاستقرار في إمدادات الحبوب الوطنية وإعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة، وتوفير مجموعات علاج الإصابات والأدوية الأساسية والمأوى، من خلال توفير النقود للمأوى للعائلات التي تضررت منازلها وتمويل إصلاح المباني والمرافق التي تضررت من الانفجار، ودعم نظافة المياه والصرف الصحي». ونقل البيان عن نجاة رشدي، المنسّقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان قولها إن «مهمة إعادة الحياة إلى طبيعتها والتعافي من الدمار ما زالت في بدايتها».