—رئيس ​بلدية صيدا​ ​لـ «الشعب»:

الإنفجار دمّر نصف مدينة بيروت

عزيز ــ ب

كلفة إعمار لبنان ستكون ضخمة

قال عبد الرحمن البزري الرئيس السابق لبلدية صيدا، إنّ كلفة إعادة إعمار بيروت ستكون ضخمة، مؤكد في حديثه لـ «الشعب» أنّ الانفجار يكون قد دمّر نصف العاصمة اللبنانية.
 أكّد البزري أنّ الحكومة اللبنانية لا تملك الإمكانيات لمعالجة الأزمة، ولا كشف الحقائق بشفافية في ملف حادثة الانفجار، الذي خلف خسائر كبيرة في أرواح المواطنين، وشللا تاما في الحركة الاقتصادية، لأنه يعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني، ويلعب دورا أساسيا في عملية الاستيراد والتصدير. علما أنّ صيدا تبعد حوالي 50 كلم عن موقع انفجار مرفأ بيروت بالعاصمة اللبنانية المنكوبة، وكان لها دور هام في استيعاب واستقبال عدد هائل من الإصابات والعائلات النازحة بدون مأوى.
أكّد الدكتور البزري في اتّصال هاتفي مع «الشعب»، بأن الكشف عن إهمال الحكومات المتعاقبة، كان له دور في أسوأ انفجار في تاريخ بيروت، ولا يمكن تمرير هذا الملف دون تسليط أقصى العقوبات، لافتاً إلى أنّ مرفأ بيروت أصيب بشلل تام، وسيكلّف الدولة خسائر كبيرة، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادّة التي أنهكت البلد سياسيا واقتصاديا، مطالباً بوقفة دولية عاجلة لإنقاذ لبنان من الأزمة التي يعيشها في هذه الأيام، وتوقّع أن تزداد حدّتها في الأشهر القادمة.
قال البزري عضو اللجنة الطبية لمكافحة كورونا بلبنان، بأنّ كارثة انفجار المرفأ أدى إلى خسائر كبيرة في أرواح المواطنين من قتلى وجرحى ومفقودين لايزالون تحت الأنقاض، في إشارة إلى أن الحصيلة النهائية ستكون أضخم، إضافة إلى أنّ الانفجار دمّر نصف مدينة بيروت تقريبا، وسيكون له ارتدادات على كل الأصعدة، وهو ما يعني بالضرورة أن كلفة الإعمار ستكون كبيرة، ومن الصعب تحديد قيمتها المالية في ظل التداعيات الاقتصادية لهاته الكارثة على لبنان، الذي هو في الأساس بلد مفلس بالنظر للفساد الذي تفشى في الحياة السياسية والاقتصادية، إلى جانب وباء كورونا الذي أغلق الأسواق لفترة طويلة، وحاليا جاء هذا الحادث لكي يقضي على ما تبقى من الاقتصاد اللبناني.
وبخصوص التحقيقات التي باشرتها الهيئات المختصة حول الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الانفجار، أوضح ذات المتحدث أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود مواد من الآمونية شديدة الانفجار التي صودرت منذ 2011 بمرفأ بيروت، مشيراً إلى أنّ هذه الحكومات تلقّت خلال 7 سنوات الماضية، مراسلات إدارية وأمنية، تحذّر من مكوث هذه المواد المتفجّرة التي تقدّر بأكثر من 2500 طن في المرفأ، لما تسببه من نتائج تدميرية، متسائلا في نفس الوقت لماذا طيلة كل هذه السنوات لم يتم إزالتها؟
ويرى البرزي أنّه إذ كان هذا الحادث نتيجة إهمال متعمّد أو عمل إرهابي، فبات من الضروري الكشف عن ذلك، لذلك يعتقد أن الطبقة السياسية الحاكمة مسؤولة منذ عام 2011 إلى يومنا هذا، بداية من رؤوساء الجمهورية الذين تعاقبوا على الرئاسة مرورا برؤساء الحكومة ومجلس النواب وصولا الى الوزارات والطبقة السياسية، لذلك فإنّ اللبنانيين لم يقبلوا أي عذر تقدّمه الحكومة، مطالبين بنفس الوقت بتحمل المسؤولية.
وفي الختام، قال البرزي إن مدينة صيدا ستبقى مستعدة دائماً لاستقبال المزيد من البواخر، والتعويض عن جزء يسير من النقص الذي يُصيب لبنان في احتياجاته المستوردة، بعد تدمير مرفأ بيروت بسبب الإهمال للطبقة السياسية الحالية، سواء كانت في الحكم أم في المعارضة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024